أول أمس الأحد كنت في الرياض ، وبينما كنت أقرأ مقال أستاذي الدكتور هاشم عبده هاشم الذي يروي فيه معاناته ومعاناة المواطنين مع الخطوط السعودية ومع النقل الداخلي بصفة عامة ، تلقيت على جوالي رسالة من – طيران ناس – تبلغني أنه تم إلغاء الرحلة التي كنت سأغادر عليها إلى جدة عند الثالثة وخمس وأربعين دقيقة وتدعوني للاتصال من أجل اختيار رحلة أخرى ، واتصلت ووجدت مقعدا على رحلة السابعة وعشرين دقيقة ، ولنبدأ القصة من أولها فهذه أول مرة أسافر على طيران ناس. مساء الأربعاء الماضي بدأت محاولاتي للحجز على السعودية من جدة إلى الرياض ولكن دون جدوى ، فالرحلات حتى ظهر السبت مغلقة بالضبة والمفتاح ، وهنا اقترح أحد أبنائي الحجز على ناس وعن طريق النت تم ذلك لكن مساء الجمعة تلقيت اتصالا من الناقل يفيدني أن رحلة الواحدة ظهر السبت ألغيت وعليّ اختيار رحلة أخرى ثم وجد لي حجزا على رحلة العاشرة صباحا. وبعيدا عن موضوع إلغاء الرحلات الذي تكرر مرتين معي في يومين متتاليين فإن (ناس) تتميز بتعاملها الراقي مع عملائها ودقة مواعيد إقلاعها ، وغلاء أسعار المشروبات والسندوتشات على طائراتها ، وأهم من ذلك كله قلة عدد ركابها. وقد لاحظت ذلك بوضوح في الذهاب .. أما في العودة فقد كان المضيفون يوجهون برجاء وأدب عددا من الركاب للجلوس في مؤخرة الطائرة الفارغة تماما من أجل تحقيق التوازن المطلوب في الحمولة أثناء الإقلاع ، ولا أدري كم عدد الركاب لكنه عدد قليل ، حيث تمكن باص واحد من نقلهم جميعا عند وصولنا إلى مطار الملك عبد العزيز ، مع ملاحظة أنهم جميعا استقلوا الباص ، حيث لم يكن هناك سيارات صغيرة تنتظر أحدا كما هي العادة مع طائرات السعودية ، ويبدو أن علية القوم لا يستخدمون طيران ناس حيث لا مقاعد درجة أولى ولا أعمال ، فالركاب كلهم سواسية على طائراتها. لقد تبين لي من هذه التجربة أن الإقبال على طيران ناس ما زال ضئيلا على الرغم من عدم توفر مقاعد على السعودية ، ولا أدري هل الناس لم يتعرفوا حتى الآن على الناقل الجديد على الرغم من مضي سنوات عليه أم إن هناك أسبابا أخرى لا أعرفها. كما لابد أن أتساءل : لماذا توقفت – سما للطيران – بينما - طيران ناس – مستمرة والظروف واحدة للشركتين؟ ولا بأس ما دمت لا أعرف أن أسأل : لماذا لا يتم وفق تنسيق معين تحويل فائض حجوزات السعودية إلى ناس ، ولماذا ، ولماذا؟ وأخيرا وكما قال – الدكتور هاشم – لماذا يظل بلد كبير جغرافيا واقتصاديا وسكانيا مثل المملكة محتارا في حل مشاكله الصغيرة ؟ وأضيف : لماذا يترك هذه المشكلات تكبر وتستفحل حتى تصبح هما عاما مستفزا للجميع بينما الحلول ممكنة ومتاحة ، ولكن إذا أردنا فمتى تستيقظ إرادتنا؟