مرة أخرى أُشير إلى بعض المؤشرات المهمّة التي تعبّر عن الحالة الصحية لأفراد المجتمع، حتى تكون حياة الفرد أكثر متعةً، وأفضل حالاً، خاليةً من أمراض مزمنة، وعواقب مهلكة. في مقال سابق ذكرت ثلاثة مؤشرات تهتم بها السلطات الصحية في الولاياتالمتحدة من جملة عدد كبير من المؤشرات الكثيرة.. الثلاثة كانت عن (مدى ممارسة الرياضة، مرض السكر، والتدخين). أمّا ثلاثة اليوم فهي الأوزان الصحية للأجسام، ومدى تضمن وجبات الغذاء للفاكهة والخضار، وأخيرًا كميات الملح التي تغزو أجسامنا كل يوم. وعلى هذه الأصعدة الثلاثة توضح الإحصائيات الأمريكية فشلاً واضحًا في تبني عادات صحية سليمة، تدفع بالمؤشرات الثلاثة في اتجاه إيجابي سليم. هم يدركون ذلك بالأرقام والبيانات، أي بطريقة علمية خالية من التخمينات والانطباعات، ولذلك يسهل قياس مدى نجاحهم أو فشلهم في مواجهة هذه الإشكالية أو تلك. فمثلاً كان من الأهداف التي وُضعت قبل 20 سنة تقليص كمية الملح المستهلكة يوميًّا إلى ما دون 2400 ملجم لحوالى 65% من الشعب الأمريكي، انطلاقًا من 15% آنذاك. أمّا اليوم، فإن النسبة متوقفة عند 18% بالنسبة للنساء، وللرجال 2% فقط من ذوي الأعمار 40 إلى 59 سنة. ومعظم هذا الملح يأتي يوميًّا عبر الأغذية المصنّعة مثل البطاطس المقرمشة. وتقول دراسة طبيّة رفيعة المستوى إن خفض استهلاك الملح بمقدار 1200 ملجم يوميًّا سيحول دون 66 ألف جلطة سنويًّا، و62 ألف وفاة في الولاياتالمتحدة فقط. وأمّا هدف الوزن الصحي، فكان يستهدف نسبة 60% من السكان، انطلاقًا من 35% آنذاك بالنسبة للبالغين فوق 40 سنة، في حين يقف اليوم عند 27% فقط، أي فشل ذريع واضح، والبركة في الأغذية السيئة الذكر المليئة بالدهون والسكريات. وأمّا مؤشر زيادة استهلاك الفاكهة والخضراوات، فقد باء هو الآخر بفشل ذريع إذ لم يحقق بعد 20 سنة سوى 50% من المستهدف بالنسبة للفاكهة، وأقل من 10% بالنسبة للخضراوات. أين نقف نحن في المملكة من هذه المؤشرات المهمة جدًا؟! لا أحد يعلم، فمعظم دراساتنا ذات حبل قصير، وأثر فقير، والله المستعان.