هو العيد مواسم الفرح ومراسم البهجة.. هو العيد .. فرصة التسامح والتعايش والتآخي، وإن كنت مظلوما أو مغبونا أو مطعونا في مقتل. هو العيد .. مهرجان المطر، وإن أغرق الجفاف أرواحنا في زمن استهلاكي جاف الملامح والقسمات. هو العيد .. لثغة طفل في داخلك يرفض أن يكبر أو يشيخ يتهجى بدايات الحياة، بشغبه الجميل، وضحكاته البيضاء التي تغسل عناء السفر الطويل، ووعثاء الشعر النبيل، وكآبة العمر الهزيل! هو العيد .. وإن أرهقتنا ديون الدنيا، وقصمت ظهورنا فواتير الخدمات، ومصت دماءنا قروض البنوك التجارية، ورسوم مفروضة لا ترسم البسمة! هو العيد .. وإن استبدلنا حرارة أيدينا المرتعشة ، وارتعاشات قلوبنا الكبيرة ودفء أحضاننا العميقة برسائل (Sms) الباردة ، والمعلبة ، والتي لا تحتاج منا سوى (إعادة إرسال للكل) ، وقد يكون (البعض) استبدل رقمه .. كما استبدلنا مشاعرنا الحقيقية في القبض على أصوات من نحب وهي محملة بفرحة مرتبكة السمو ، وضحكة مكتملة النمو عبر أجهزة اتصال ساهمت في كل هذه القطيعة المفجعة! هو العيد .. وإن تكاثر عدد العاطلين والعاطلات عن العمل ، فلا مناص من الاعتصام بحبل الأمل .. وإن كان هذا الحبل ضعيفا ، فبِزيتِ الأمل نوقد فوانيس المستقبل ، ونشعل شموع الحياة القادمة ، في مواجهة الريح والليل والوحشة! هو العيد .. وإن تكاثرت الهموم على رؤوس الناس ، إما بسبب فقد عزيز ، أو مرض استطاب المكوث في أجساد بعضنا ، أو حالات فقر وعوز مؤلمة. هو العيد .. مأوى الأفئدة المنذورة للجمال ، والقلوب المستشيطة ألقا ومتعة .. ويكفي. ********* خارج النص : كل عيد وأنتم بعيد.. لا .. كل عيد وأنتم ب (عيد)!