الأهلي كيان راق وسيبقى راقياً اليوم وغدا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، سيبقى هذا العملاق قامة وطن وقيمة منجز مهما رمته سهام الأحقاد، فالأهلي أصيل وأصالته هي هناك حيث تاريخ يحفظ للكبار حقوقهم مدونة ولاتحتاج لمن يذكرنا بها. فرح الشامتون بمرض الأهلي، تغنوا بسقوطه.. لكنهم بعد هذا الفرح الساذج لن يجدوا مع مقبل الأيام إلا فريقا يردع الشماتة بمكتسبات بطولية.. مهما طال أمدها إلا أنها ستعود إليه وإلى هذه المدرجات التي دائما ما تثبت كبرياء الأهلي وشموخه . بالأمس وأمام الهلال لم يكسب الأهلي ولم يخسر، لكنه قبل الخسارة والمكسب قدم لنا حقيقته كعملاق امتهن كل الجمال في كرة القدم وبات يصدره لكل من يبحث عن الجمال، فأمام الهلال كان الأهلي رائعا هاجم وهدد وسجل، ولو لم يكن المعيوف متواضعا حد السذاجة لما عاد الأهلي من الرياض إلا وهو محملا بالنقاط الثلاث. وعندما أركز هنا على المعيوف ومستواه، فالمستوى الذي ظهر به هذا الحارس كان ولا يزال السبب الأول والأخير في ضياع فوز مستحق سرعان ما تلاشى بغلطة حارس أقل ما يمكن وصفها بأنها غلطة بليد. مشكلة الأهلي التي تتفاقم من لقاء إلى لقاء ماثلة في أخطاء لاعبيه، ففي كل مرة يخوض فيها الأهلي نزالا نجد هذه الأخطاء وكأنها هدايا متواضعة تمنح للفريق المقابل، ولانعلم لماذا وكيف تستمر مثل تلك الأخطاء الكبيرة التي ساهمت في ترجيح كفة الخصوم ولكن على حساب الأهلي . كنت أتمنى أن تمنح الفرصة كاملة لياسر المسيليم.. لقناعتي بأنه الحارس المؤهل لا أن تبقى هذه الفرصة مرهونة لبديل متواضع إمكانياته مع كامل الاحترام هي أقل بكثير من كل الطموحات التي تراود الأهلي، ولكن يبدو أن قناعات الكوتش رايفتش لها ما يبررها. عموما.. الأهلي قدم واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم، وإذا ما استمر على منوال ما ظهر به أمام الهلال ففي تصوري أن المقبل سيكون رائعا ومفيدا ومثمرا لفريق هو اليوم واليوم تحديدا يعيش مرحلة التأهب نحو طريق العودة . أما عن رايفتش، فعلى الرغم من سلبية الإصرار على مشاركة الحارس عبدالله المعيوف على حساب المسيليم إلا أن بصمته الفنية باتت واضحة لا سيما في خط الدفاع الذي تجاوز مرحلة الوهن إلى مرحلة التعافي.. حتى وإن كان هذا التعافي نسبيا إلا أنه حتما يسجل لفكر المدرب ورؤيته. فيكتور سجل هدفين وصنع هدفاً، وميزة أن تسجل وتصنع تعد ميزة نادرة في هذا الزمن الذي تسيدت فيه لعبة السماسرة وصفقات المقالب. فيكتور وليس مارسينهو يحتاج لبعض الوقت، وإذا ما منح الوقت الكافي فمن المؤكد أنه سيدون اسمه كواحد من أبرز من استقطبتهم ملاعبنا . عندما رأيت الأهلي يبدع بالوحدة ويتألق أمام الهلال، أدركت أن الأمير خالد بن عبدالله حتى وإن صمت إلا أنه قادر على أن يصنع بالصمت وليس الضجيج، بالحكمة وليس الغضب، بالهدوء وليس الانفعال ما هو مفيد لهذا الفريق الكبير ولمستقبله ولجمهوره.. وسلامتكم.