بالتأكيد انصب اهتمام جميع المتابعين الرياضيين على لقاء الأهلي والوحدة إما رغبةً في صحوة الأهلي من جديد أو أمل في كبوة أهلاوية أخرى لدى فئة ليس لديها وازع أخلاقي إلا أن الأهلي الذي كان محط الأنظار لفت الانتباه بأن قرن المستوى بالنتيجة وسجل ثلاثة أهداف جميلة وأهدر فرصاً وافرة للتسجيل، والأهم من ذلك أن الفريق لعب بروح عالية ورغبة كبيرة في تعويض كم الخسائر الماضية وكان له ما أراد إلا أن هذه الرغبة يجب أن تستمر بإيجابية خلال المباريات المقبلة ومن خلاله سيعود الأهلي إلى واحة الاستقرار وما الفوز على الوحدة واستعادة نغمة الانتصارات سوى بارقة أمل جميلة تلوح في سماء الأهلي الذي يعمل جهازه الفني والإداري بشكل يومي للوقوف على كل سلبيات المباريات الماضية وتلافيها وأجزم بأن عملهما في هذا المضمار كان واضحاً على ملامح الفريق ليس أمام الوحدة فقط بل حتى في بعض المباريات الماضية التي خسرها الأهلي كمواجهته أمام النصر ثم الشباب والتي لم يكن يستحق فيهما الخسارة وحتى أمام الفيصلي والتي شهد النادي بعدها تساؤلات إعلامية مثيرة عن مستقبل النتائج ومصير رغبة رئيس النادي الأمير فهد بن خالد في الاستقالة.. ربما لو مرت هذه الفترة العصيبة بنادٍ آخر لاشتعلت فيه نيران الخلافات ولظهرت الاتهامات من كل حدب وصوب إلا أن حكمة حكيم الأهلي وكبيره الأمير خالد بن عبد الله في التعاطي مع الأحداث بهدوء واحتواء هذه الأزمة من خلال المجلس التنفيذي كان لها أبعادها الإيجابية وانعكاساتها المثمرة على الأجواء الأهلاوية، فبعد كل هذه الخسائر والهزات النتائجية تبرز أدوار الخبرة الطويلة والتمرس العملي وفن إدارة الأزمات، فعاد الأمير فهد بن خالد إلى موقعه وتلك شجاعة تحسب له أيضا في هذا التوقيت الصعب فيما كان الاجتماع باللاعبين يؤطر لنظرة تفاؤل للمستقبل وإغلاق لملف الماضي، لذا من شاهد الأهلي أمام الوحدة يستوعب ما يقوم به الكبار في الأهلي من عمل.. هل شاهدتم جماهير الأهلي في ملعب الشرائع معقل الوحدة لقد حضرت بكثافة كبيرة وتجاوزت بعددها وفعاليتها جماهير صاحب الأرض ولم ترتهن لسبع هزائم ومشوار من التعب بل إنها سجلت عملياً دعماً غير مسبوق ونجاحاً في تصوير نوعية العلاقة التي تجمع الجماهير بالكيان وليس ذلك غريباً على جماهير الأهلي المتوغلة في حب ناديها بشكل مختلف عن جماهير الأندية الأخرى، ربما يشكل لغة هذا الحب التعاطف مع أوضاع الأهلي والتأثيرات الخارجية التي نالت منه في الفترة الماضية.. وصول ناشئي وشباب الأهلي إلى نهائي كأس الاتحاد السعودي والحضور الإيجابي لفريق تحت 21 سنة (الأولمبي) ماذا يعني لمحبي الأهلي خصوصاً وللمحايدين عموماً؟ .. ألا يعني أن مستقبل الأهلي بخير وأن التخطيط السليم والعمل الهادئ المنظم الذي لا يعبأ بالآراء المناوئة التي عادةً ما تعزف على وتر النتائج الآنية من منطلق الثقة بالإمكانيات والخبرات هو من يشكل الصورة الجميلة في الأهلي، وطالما أكاديمية المستقبل قائمة في الأهلي فستظل الكرة السعودية والنادي الأهلي في مأمن من التقلبات والاهتزاز.