كرة القدم هذه اللعبة التي سحرت كل العيون لم تعد لعبة فوز وخسارة بقدر ما أضحت بمعطيات حاضرها اليوم صناعة.. صناعة عمل وصناعة فكر وصناعة موهبة. دول لم نعرف موقعها على الخارطة إلا من خلال كرة القدم وأخرى هي مقارنة بجغرافية أمريكا وروسيا والصين أشبه بالنقطة لكنها من بوابة هذه المجنونة باتت الأكثر قرباً من قلوب الناس. هذه كرة القدم وهذا عالمها وتلك هي حقيقتها ومن أراد أن يقرب المسافة بينه وبين الناس ما عليه سوى أن يكون بارعاً في منظومة هذه اللعبة لأن البارع في هذه المنظومة هو من يصنع الفارق ويقدمه لا من يبقى مجرد تكرار يلاحق سراب الفوز في مباراة وسراب الخسارة في أخرى. لم نعرف البرازيل بقوة السياسة بقدر ما عرفناها بقوة كرة القدم وقوة نجومها وقوة مواهب هي أشهر من نار على علم ولهذا من المنطق أن نمنح رياضة كرة القدم حق الامتياز اهتماماً ودعماً ومساندة حتى تصنع لمستقبل أجيالنا ما لم تستطع عليه مجالات كثر أخذت الكثير لكنها في الأخير لم تقدم ما يتوازى مع ما أخذته. ولكي أقف عند هذا الحد أقول يخطئ من يعتقد أن الهلال سيموت إن رحل جيرتس أقول يخطئ من يعتقد ذلك مع التأكيد بأن الهلال ومنذ أن ولد وهو الإضافة الحقيقية لأي مدرب وليس العكس. - تخيلوا لو أن جيرتس في النصر أو الأهلي أو أي فريق آخر باستثناء الاتحاد والشباب هل سينجح؟ أسأل وإن تكرر السؤال فالإجابة حتماً ستقدم لنا على طريقة ما يحدث اليوم مع السد القطري وكوزمين هذا المدرب الذي صنع منه الهلال ظاهرة لكن الظاهرة ماتت برحيله. الهلال يصنع كل الفوارق وإن أسهبت في المضمون الذي يعانق الواقع فالواقع يقول الهلال هو الاستثناء الذي يجعل من النكرة معرفة ومن السواد بياضاً ومن المركز الأخير بطولة. أجزم بأن جيرتس لو لم يكن في الهلال لما أضحى بمثل هذا الحضور وأبصم بالعشرة أن الذين يمارسون التركيز على هذا الملف أعني ملف رحيل جيرتس ليسوا منصفين ولا يمكن الاعتماد على رؤيتهم كون الرؤية التي تحيط ملف جيرتس رؤية بدائية تعطل مدارك العقل ولا تثريها وإلا ماذا يمكن أن نسميه من تجاهل لمنهج هذا الكيان الذي اعتاد على صناعة الإضافة من بوابة مدربين جاءوا بسجل متواضع فقدمهم على أنهم من جهابذة العصر. باختصار من استطاع أن يجلب كوزمين وجيرتس والتايب ورادوي وويلهامسون ونيفيز قادر وقادر بقوة على أن يبقى في موازاة النجاح ولن يسقط. - بين الأهلي والنصر علاقة ود تتشابه ليس على الميدان وإنما تتشابه حتى على صعيد المدرجات. - غداً المهمة خاصة جداً وخصوصية هذه المهمة تجعلني أتساءل عن سر دخول الجماهير النصراوية بالمجان ولماذا أمام الأهلي بالتحديد؟ بعض الذين استمعوا للسؤال ومن منطلق الترفيه عن النفس قالوا يبدو أن ذكريات القهوجي ما زالت عالقة بالأذهان. عموماً مواجهة الغد بين الفارس والإمبراطور مواجهة الكل يترقبها والكل يحلم بأن تكون مثالية لاسيما فيما يختص بالتحكيم لأنه في مثل هذه المواجهات لب القضية أما القضية التي ما زالت خيوطها غامضة فهي قضية نقل هذه المواجهة من درة الملاعب إلى ملعب الأمير فيصل بن فهد لاسيما بعد أن تناقضت المبررات بين المهندس ونائبه.. وسلامتكم.