من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يصبح الحكم السعودي محل قبول طالما أن قناعاتنا بحامل الصافرة الأجنبي وصل حد المبالغة. عقود من عمر الزمن انصرمت فيما نحن كرياضيين لا نزال نتعامل مع الأجانب بمفهوم خاص وبنظرة خاصة وإن قلت بقرار قاس ففي مثل هذا القول بالتحديد هنالك ما يؤكد بأن الحكم السعودي يعاني ليس نقصا في إمكاناته أو شحا في موهبته أو تقصيرا في فهم لوائح القانون وإنما معاناة تولدت من عمق هذا الجفاء الذي مارسنا في كل الاتجاهات معلنين به العداء صوب هؤلاء الوطنيين الذين حاولوا واجتهدوا لكنهم في الأخير وجدوا أنفسهم في خانة المرفوضين هكذا لمجرد أن المعنيين بشئون صناعة القرار في النادي أي ناد هم من باتوا الأكثر تأثيرا على تسيير دفة الرياضة وبعض قراراتها. انظروا بعين الإنصاف فيما جنته الرياضة السعودية من الحكام الأجانب وتمعنوا في مؤثرات هؤلاء الذين جلبناهم بالملايين من الريالات طيلة تلك السنوات وقارنوا القرار بالنتيجة عندها أجزم بأن تهميش الموهبة الوطنية أيا كانت إدارية أم تحكيمية أم غير ذلك يعد مؤشرا خطيرا قد ينعكس بالكثير من السلبيات على مستقبل الرياضة ومستقبل كل من يرى في نفسه قدرة على تقديم الإضافات لها. بالأمس اختير الحكم العالمي الكبير خليل جلال لقيادة مباراة الأهلي والوحدة وما بين لحظة الترقب والانتظار تحول خليل على هوامش قرار آخر استمرار يته والتركيز عليه واستخدامه كخيار يطغى على كل الخيارات المتعلقة بالحكام السعوديين أرى فيه قرارا خاطئا والخطأ في مثل هكذا قرار هو أشبه ما يكون بالسم القاتل على طموح الموهبة الوطنية وثقتها. جلب الحكم الأجنبي والإصرار عليه هو من الحلول المؤقتة وأي حلول مؤقتة لم تعد تجدي نفعا كون الحلول المؤقتة كالمسكنات والمسكنات أنهكت الرياضة وأضعفت مسابقاتها وقلصت نجومها بل إنها ساهمت في إقصاء المنتخبات السعودية عن طريقها الصحيح إقليميا وقاريا وعالميا. تيسير الجاسم يبقى النجم الأكثر حضورا والأبرز قبولا لدى كافة المهتمين بلعبة كرة القدم. فالجاسم تيسير يمتلك الموهبة والأخلاق وصناعة الفارق لكنه برغم كل هذه السمات والمميزات التي يمتلكها لم يجد حقه المشروع من وسائل إعلام تمارس مهنيتها تحت مفهوم الميول وعواطف الانتماء. تيسير الجاسم أراه اليوم واحدا من ضمن قائمة نجوم التاريخ ومن يعارض مثل هذه القناعة ما عليه إلا الرجوع للماضي كون الماضي القريب وليس البعيد فيه من الثوابت والمدلولات ما يكفي لإنصاف هذا الصقر الأهلاوي الكبير. لو تمسك اللاعب الأهلاوي ببعض من تلك الروح العاشقة في المدرجات لحاز على كل الألقاب. أقول كل الألقاب ولم أختص لقبا بعينه فهل تكون بطولة الأبطال البداية ؟ أتمني وأحلم وأدعو ليس من باب الانتماء الفاضح وإنما من باب الاقتناع بأن أي عودة حقيقية للأهلي هي من ستعجل بعودة المنتخب الوطني إلى حيث تميزه ورقيه ومنجزاته ... وسلامتكم.