يقول الله سبحانه وتعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، والإسراف هو تجاوز حد الاقتصاد في الإنفاق، ونقيضه التقتير الذي نهى الله عنه أيضا، كما يعني أيضا إدمان تناول اللحوم أو الضراوة كما ورد: إن للحم سرفا كسرف الخمر. هو عادة غير حميدة كما أن نقيضها كذلك باعتبارهما تجاوز حد الاعتدال، إما إلى اليمين أو إلى اليسار، وفي ذلك تضييع للمال في غير طائل أو الإمساك به شحا وبخلا، ولا يكون حميدا إلا إذا أنفق على ذوي الحاجات. وإن صحت قواعد الاستبيان الذي أجرته «عكاظ» وظهر في صفحتها العشرين يوم الخميس الماضي فإن للنساء تفسيرا يغاير إلى حد ما تفسير الرجال للإسراف. يرى (55 %) من الرجال أنه يوجد إسراف حقيقي في شراء المواد الغذائية في رمضان، بينما لا يرى إلا (33 %) فقط من النساء أن هنالك إسرافا رمضانيا في المواد الغذائية. هذا الاعتراف وإن تباينت النسبة فيه يشكل الخطوة الأولى في الاعتراف بالمشكلة والبحث عن حل لها، والاعتراف إن كان مبنيا على فهم سليم فهو حتما يقود إلى البحث عن حلول لها.. أول الحلول هو رصد ميزانية رمضانية متوازنة تعتمد الغذاء الصحي الذي لا يرهق بطبيعته ميزانية الأسرة لأنه يعتمد الخضار والفاكهة دون التوسع في الكماليات التي ترهق الجيب وتنهك البدن. يضاف إلى ذلك أن يكون من بين عناصر الميزانية تغطية احتياجات بعض المتعففين من المحتاجين الذين لا يسألون ولا يفطن إليهم، فيتحقق من وراء ذلك إشباع نفسي كبير لأن الإنفاق ذهب إلى طريق يحقق رضوان الله ويزيد من بركة رزق الأسرة.