وبدأت مرحلة المعاناة التي نشهدها كل عام فيما يتعلق بقبول خريجي المرحلة الثانوية من الطلاب والطالبات التي نراها تتسع وتتنامى حتى تصبح حديث المجالس والبيوت والصحافة والمنتديات. هذه القضية التي اصبحت مزمنة في ظل حالة الترهل الذي تعيشه وزارة التعليم العالي وملحقاتها من الجامعات، هذه القضية التي اصبحت هاجسا مخيفا يقلق الاباء والابناء في ظل معادلة مختلطة المعطيات متقلبة المعايير فعدد الجامعات قد تضاعف خلال الاعوام القليلة السابقة وعدد الطلاب المبتعثين من قبل الدولة الى جامعات دول اجنبية تضاعف عشرات المرات وعدد الطلاب الملتحقين بجامعات اخرى اجنبية قد تضاعف ايضا عشرات المرات خلال الاعوام القليلة المنصرمة وعدد الطلاب الذين انضموا الى عقد البطالة نظرا لعدم قبولهم بجامعاتنا وعدم مقدرتهم للدراسة بالخارج قد تضاعف ايضا. انها معادلة صعبة ومعقدة وفك رموزها سهل وممتنع تملكه وزارة التعليم العالي تلك المؤسسة التي عجزت عن ايجاد الحلول الناجعة لتلك القضية التي تشعبت، وتشبعت بالاثار المؤلمة حتى ان الخرق بدأ يتسع بصورة لافتة وستكون له الكثير من الاثار السلبية التي ستطال كل منحى من مناحي الحياة في هذا الوطن الذي لا يبخل على أبنائه بالحماية والرعاية وحفظ الكرامة وتأمين العيش الرغيد في ظل ما منحه الله رب العالمين من خير وفير وما قدمته حكومتنا الرشيدة من دعم مادي ومعنوي يكفل لنا ولأبنائنا وبناتنا الاستقرار والنماء الفكري والاقتصادي والاجتماعي الذي يستوجب ان تكون عليه في ظل تلك المعطيات الخيرية. والغريب والعجيب في الامر أنه في ظل تلك الحالة الموجعة المزرية المترهلة نجد ان جامعاتنا الموقرة تتسابق في قبول اولئك الطلاب والطالبات بنظام الدراسة المسبوقة الدفع وكأنها بذلك تنادي بتحويل تلك الجامعات الى جامعات أهلية تسعى للربح المادي أما الابداع والابتكار والنمو الفكري فقد سلمته الى جامعات اخرى خارج الوطن وليس ادل على ذلك من تدني مستوى المخرجات لجامعاتنا الموقرة والذي شهدت به أغلب المؤسسات الحكومية والخاصة المستقبلة لتلك المخرجات. ولعلي هنا من خلال تلك المعطيات اتقدم بندائي الى وزير التعليم العالي كي يلتفت الى تلك القضية الوطنية التي ارى انها تمس الشريحة الكبرى من ابناء هذا الوطن وهم امل المستقبل ومنطلق فخره واعتزازه وايجاد الحلول الناجعة العملية الفورية من خلال الاحتواء الكامل لأبناء الوطن وتكثيف الجهود للرفع من جودة الأداء لإعداد وتهيئة تلك الشريحة الهامة جدا لتكون عناصر بناء ونماء لا معاول هدم. وليسمح لي معالي الوزير بتوجيه هذه التساؤلات الى معاليه الكريم: * لماذا توضع كل تلك العراقيل الإدارية من شروط مجحفة ومعايير قياسية لا قيمة لها في ظل حالة التدني اللافت في مستوى التعليم العام؟ * أين يذهب كل من أقفلت ابواب القبول في وجهه ولم يستطع اكمال تعليمه ولم يجد الوظيفة التي تكفيه للعيش الكريم؟ * أين دور جامعاتنا في تحقيق الهدف الرئيسي ضمن أهدافها وهو خدمة المجتمع في ظل تلك السلبية التي تعيشها؟ إنها تساؤلات نضعها أمامك لتكون الإجابة عليها حلولا عملية لا نظرية. والله من وراء القصد