تمر بنا كل عام تساؤلات مريرة ، وندخل كل عام في دوامة القبول ، وكم الملاحظات الهائل الذي يتناقله العقلاء والحريصين على أبناء وطننا الغالي ، ويحملون هم مستقبلهم الدراسي . وفي الحقيقة هي ملاحظات جديرة بالنقاش ، وهي تساؤلات جديرة نتمنى أن نجد لها عند من يقف على رأس هرم جامعاتنا العزيزة إجابات شافية كافية وبكل شفافية وصراحة، بل وبكل أريحية . من حقنا أن نعرف لماذا هذه الدوامة وهذه المأساة السنوية المتكررة ؟ منذ أن كان عدد جامعاتنا لايتجاوز أصابع الكف الواحدة ، وحتى بعد أن وصلت الآن لهذا العدد ، وأبناؤنا كانوا ومازالوا يعانون ، بل أن الثانوية العامة باتت هاجس ومصدر قلق لكثير من طلابنا وأولياء أمور هؤلاء الطلاب . وبالرغم من الكثير من الحلول التي تم طرحها ومن ضمنها إيجاد مكتب لتنسيق القبول ، وفتح باب القبول بشكل أكبر في جامعاتنا ، مع التركيز على التخصصات التي تخدم سوق العمل ، والتي يتم من خلال مخرجاتها دعم نهضة مجتمعنا ، ولكن لافائدة !!!! ولعل التساؤل الكبير والذي يرسم علامة استفهام كبيرة وعلامات تعجب أكبر هو لماذا يتم إقفال باب القبول المجاني أمام طلابنا ؟ بحجة عدم الاستيعاب لنفاجأ بعدها بفتح ذات الباب على مصراعيه ولنسب أدنى ،ولكن مقابل رسوم باهظة التكاليف في الترم الواحد فضلا عن كامل مدة الدراسة ، وحتى نكون منصفين مع أنفسنا وجامعاتنا فقد نقبل هذا الأمرنوعا ما في السابق في ظل ركود الاقتصاد وتدني سعر برميل النفط ، فكانت الجامعات تحتاج لزيادة دخلها ودعم عملية التطوير العمراني وغير العمراني أيضا . ولكن الآن وفي ظل الدعم اللامحدود بل والميزانية الخيالية التي تمنح للتعليم العالي بشكل عام ولجامعاتنا بشكل خاص فهذا أمر غير مقبول ،فلماذا تزيد جامعاتنا أعباء المواطنين في بلد ووطن وصل خيره لطلاب الدول الأخرى المجاورة وغير المجاورة ؟ لماذا طالما أن هناك مكان وقدرة على استيعاب أعداد أكثر من طلابنا ، لايتم قبولهم مجانا أو إن كان ولابد من التمييز فتحجب مكافآتهم الشهرية حتى يتم حصولهم على معدلات جامعية تمنحهم هذا المكافأة ؟ . بدلا من فرض الرسوم عليهم . لماذا كل هذا الاستنزاف المادي لجيوب المواطنين بدون أي مبررات مقنعة ؟ ولماذا هذا الصمت المطبق من جامعاتنا تجاه تساؤلاتنا وكل علامات الاستفهام المتكدسة في عقولنا لتبرير مايحدث ؟ الدولة لم تقصر في دعم الجامعات والتوسع في إنشاء وفتح الجديد منها وفي مختلف مناطق وطننا المترامي الأطراف. والدولة الكريمة أيضا تقوم مشكورة بإبتعاث الآلاف من طلابنا سنويا خارج وطننا الكريم ولمختلف الدرجات العلمية ، وتتحمل تكالبف دراستهم العالية دعما منها لمسيرة التعليم وحرصا منها على مصلحة أبنائها الطلاب. بينما جامعاتنا في الداخل تقفل أبواب القبول أمام طلابنا وترغمهم على دفع رسوم باهظة تستنزف جيوب أولياء الأمور ، وتهدد الكثير منهم بالتوقف عن الدراسة نتيجة لعدم قدرتهم وقدرة آبائهم المادية . تساؤلات لا أتوقع أن نجد في جامعاتنا من يملك الجرأة للإجابة عليها !!!