وهذه هي المعوقات الخمسة الثانية التي تحول دون فشل فعّال يستفيد منه صاحبه كما استفاد مكتشف الكهرباء من 1000 تجربة سابقة حتى تحقق له الاكتشاف الذي نعيش في ظلاله صباح مساء، في المنزل والشارع والمسجد والسيارة والطيارة، فمبدأ الدائرة الكهربائية (المغلقة) واحد والتطبيقات متعددة. المعوق السادس هو عدم التوثيق فبدون تسجيل ما قمت به، ولماذا قمت به! لن تستطيع ممارسة تقويم موضوعي شامل للإجراءات التي اتخذتها والأخطاء التي ارتكبتها، ولن تتمكن من مقارنة ما تم تنفيذه بما تم حصاده تمهيداً لتصحيح المسار. وأما المعوق السابع، فهو عدم متابعة النتائج. ما جدوى الحلم بفكرة ثم التخطيط لها ثم تنفيذها دون توثيق ومتابعة نتائجها! كيف تميز بين الخطوة الصائبة والأخرى الخاطئة؟ لا بد من حصر كل هذه الخطوات لتكتمل البيانات المهمة لديك. وأما المعوق الثامن فهو اليأس، ذلك أن الفشل الفعال يعني حاول ثم حاول مرة أخرى: إذا أصابك اليأس أو الإحباط أو اتجهت إلى مشروع آخر، فلن تستطيع الاستفادة من أخطائك. إن الاكتفاء بمحاولة واحدة في كل فكرة أو مشروع، ستكون أقل إثراء وإيجابية من مجموعة من المحاولات المركزة المبنية على سلسلة من النجاحات والإخفاقات. والمعوق التاسع هو إنفاق كثير من المال مبكراً اعتماداً على نظرية الاستعداد الكامل.. بداية قوية لمواجهة احتمالات التأخير وصنع تقدم مبكر يتغلب على كل مشكلة محتملة. لكن الإشكالية هنا أنك لا تعرف كل المشكلات المتوقعة حتى تظهر. في معظم الحالات، من الأفضل أن (تشد الحزام). وأما المعوق العاشر والأخير: فهو الاستمرار في فعل الشيء نفسه دون تصويب للمسار وتعديل للأخطاء، وتغيير للآليات، وحتى تغيير الأهداف بناء على ما تم اكتسابه من تجارب. الفشل طريق يخلو من الورود، لكنه لا يخلو من الدروس، بل ومن الفرص المكتسبة، فالمعلومات والخبرات الصادرة عن (فشلك) قد تكون ثمينة بالنسبة لغيرك، وربما دفع مقابل الحصول عليها. وما أدراك، لعلك الفاشل المستشار، والمتعثر الخبير.