(لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش).. هكذا بشّر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك الشاب التركي المؤمن الذي أعلن بفتح المدينة التي استعصت على المسلمين طويلاً.. انتشار الإسلام في شرق أوروبا فمكث فيها طويلاً وما زال هو الدين السائد في ألبانيا والبوسنة والهرسك. واليوم يقف السياسي المحنك رجب طيب أردوغان حفيد محمد الفاتح ليعلنها قوية مدوية إن ذلك الإرث التاريخي العظيم لن يسكت على تطاول إسرائيل وصفاقتها وإصرارها على حصار غزة الجريحة. صحيح أن حادثة الاعتداء الجبان السافل على القافلة البحرية الآمنة المتجهة إلى غزة كانت القشة التي أثقلت ظهر الأسد الصابر المتيقظ، لكن الحقيقة أن الشعور بالألم لما يحدث في غزة هو الحافز المحرك لكل هذا الضغط الذي تمارسه تركيا المسلمة لرفع المعاناة عن غزة. لقد حذّر أردوغان إسرائيل من خطورة اختبار قدرة تركيا على التحمل طويلاً وعلى الصبر كثيراً، فأحفاد محمد الفاتح لن يرضخوا لهذه الهمجية الإسرائيلية المتكررة ولن يرضوا بهذه الأعمال (الدنيئة) غير المبررة. تركيا يا يهود ليست دولة هامشية ولا عابرة.. هي كيان يتحد شعبه مع قيادته، وهي قيادة محل ثقة جماهيرها التي انتخبتها عبر صناديق حرة نزيهة، هي قيادة لا تخاف على الكرسي الذي تعتليه اليوم لأنها لا تعتبره ملكاً لها كما يحسب البعض حين يضحون في سبيل ذلك الكرسي بكل تاريخ بلادهم العريق، وبكل مجدهم القديم، ليكونوا لعبة في يد الآخرين يتقاذفونها كيف شاؤوا ومتى شاؤوا وأين شاؤوا. تحية إكبار وإجلال وتعظيم سلام مكلل بالزهو والفخر والحب والتقدير، للسيد رجب أردوغان، الذي يمنحك عند الإنصات إليه شعوراً غامراً بأن الكلمات التي تصدر منه تمر عبر قلبه وجوانحه نقية خالصة من شوائب الدجل السياسي والعهر الاستهلاكي والكذب المصلحي. لا أعلم متى تتحرك فينا نخوة المعتصم إن لم نفعل اليوم! لقد أعلنها التركي الكبير أردوغان صراحة أن نخوة شعبه وشهامة أسلافه لن تسمحا له بإدارة ظهره لإخوتنا في غزة وكأنهم همل تعبث به يد الظلم والعدوان الصهيوني البغيض.