نهتم بصقل المواهب وتفعيل أدوارها.. ندعم مسيرة الهداف ونركز على الأجانب وإذا ما انتهى بنا مطاف الدعم والاهتمام والتركيز فإننا في الأخير لا نجد من المؤشرات المنطقية ما قد يجعلنا متفائلين بمستقبل حراسة المرمى سواء في الأندية أم سواء في المنتخبات. حراسة المرمى هي اليوم واليوم تحديداً أشبه ما تكون بمعين ناضب، قلة موهبة، وندرة نجوم، وإن أضفت المزيد فالمزيد هو التأكيد على أن هذا المركز المهم في لعبة كرة القدم خطر يداهم المستقبل ويؤثر بالسلب على كل نتائجه. ماذا لو قرر محمد الدعيع الرحيل كيف سيكون حال الحراسة في الهلال وماذا لو تعثر وليد عبدالله يا ترى من سيكون البديل والبديل بالمناسبة سواء للدعيع أو لوليد هو في زمن المبالغة عملة نادرة يصعب الحصول عليها. كرة القدم السعودية بعمومية البحث والنقاش والرؤية تملك المدافع والمهاجم وصانع الألعاب أما في جانب حراسة المرمى فهذا الجانب بات من ضمن قائمة تلك المعضلات التي تحتاج إلى من يهتم بها ويوفر لها العلاج لكي لا تستفيق على الكارثة. مهم بطبيعة الحال والمحال أن تكون الأولوية لمهاجم يسجل ولمدافع يملك الفارق ولصانع لعب يمتهن الإضافة لكن الأهم من المهم ولاسيما في هذه المرحلة هو في أن يكون للأندية المحلية وقفة جادة مع حراسة المرمى حتى تستطيع أن تأخذ نصيبها الوافر من الاهتمام وحجم الدعم والرعاية ولكي لا تصبح هذه الحراسة مجرد (رقم) يسد الفراغ. أكثر من (152) نادياً على مستوى السعودية تمارس لعبة كرة القدم لكن وعلى الرغم من هذا العدد الكبير الموزع على جغرافيتنا الواسعة إلا أن الموهبة الفذة في مركز حراسة المرمى لا تزال محدودة ومحدودة بشكل كبير. بالطبع ليست القضية متعلقة بشح المواهب فالمواهب موجودة وإنما القضية الأساسية تكمن في الفكر السائد في الأندية وفي المدرجات وكذلك في الإعلام، فالكل هنا ومن خلال هذه الحلقة المترابطة النادي والمدرج والصحيفة لا يرى في مهنة الكرة سوى النجم الذي يهز الشباك أما الذي يدافع ويحمي عرين هذه الشباك فهو بالتأكيد لا يزال خارج كل الحسابات. نعم نحن مع استمرارية البحث عن المدافعين والمهاجمين ومواهب خط وسط الميدان وصحيح نحن كذلك مجمعون على أهمية البحث عن الأجانب لكن الذي يجب أن يسبق هذا وذاك هو ضرورة أن يكون لنا جميعاً وقفة جادة مع حراسة المرمى ومستقبلها لكي لا يستمر نزيف الأندية مع الخسائر ولكي نجد حراسة المنتخب مؤهلة بأكثر من اسم وبأكثر من موهبة. العملية ليست معقدة ولا يمكن وصفها بالصعب ولا بالمستحيل المهم أولاً هل تبادر الأندية ويبادر المهتمون بها وبشئونها في صناعة القرار الذي يكفل لهذا المركز الفني المهم دوره وحضوره وتألقه؟ أسأل عن ذلك وكل الأمل في أن تكون المراحل المقبلة بمثابة الإعلان المفيد لبناء آليات عمل فني متكامل تستهدف حراسة المرمى وتستهدف سد ثغراتها الكبيرة بمواهب مؤهلة تستطيع مع الوقت أن تكرر ما سبق وأن فعله عبدالله ومحمد الدعيع وبقية تلك الأسماء اللامعة التي رحلت عن المستطيل الأخضر لكنها لا تزال حية في ذاكرة من يجيد اليوم تحديد الفوارق بين موهبة وموهبة وبين قدرة وقدرة وبين حارس وحارس. ختاماً أتمنى أن تجد بادرة الأمير الواعي عبدالرحمن بن مساعد والمتمثلة في تحويل مسار اللاعبين المنسقين أو من هم على قائمة الانتقال للنهضة والرياض والنجمة وأبها كل الاهتمام لأنها باختصار فكرة لها من البعد الصحيح ما قد يكون سبباً من أسباب الارتقاء بكرة القدم السعودية. رئيس الهلال كرياضي أولاً وكمثقف ثانياً فكره مثار جدل وصمته مثار جدل، أما عن عمله فحدث عن هذا الأمر الجميل ولا حرج.. وسلامتكم.