كانت المرأة قبل الإسلام وفي أديان وأعراق وثقافات أخرى لاتحظى بالتقدير والإحترام بل وينظر إليها نظرة دونية وقاصرة مبنية على الإهانة والإحتقار ومن صور ذلك أن علماء النصرانية شككوا في إنسانية المرأة .. وتساءلوا في مجامعهم الكنيسية "إذا ما كان لها روح كروح الرجل وعما إذا كان يجب أن تصنف من بين الوحوش أم بين الكائنات المفكرة " وكان من تقاليد العبرانيون عند رغبة أحدهم في أخذ بعض السبايا زوجة له أن يأخذها إلى بيته ويبدل ما عليها من ثياب ثم يحلق رأسها ويقلم أظافرها ويدعها شهر تبكي أهلها ثم بعد ذلك يدخل بها وهذا من أعنف وأشد أنواع الذل . ويدعي اليهود في توراتهم – المحرفة طبعاً - أن المرأة أصل كل شر وأنها هي المسئولة عن خطيئة آدم .. إلى غير ذلك مما لا يتسع المقام لذكرة . وكانت المرأة في الجاهلية لا تحظى بتلك المكانة الكبيرة أو العادلة ، إذ كانت مظلومة مضطهدة ، ومن أشد صور ظلمها أنها كانت تعد جزءاً من ثروة أبيها أو زوجها فكانت تورث كما يورث المتاع أو الدابة ، وكان الرجل يرث أرملة أبية بعد وفاته ، وكانوا يرثوا النساء كرهاً وذلك بأن يأتي الوارث يلقي ثوبه على زوجة أبية ثم يقول : ورثتها كما ورثت مال أبي .. فلما جاء الإسلام رفعت الشريعة الإسلامية هذا الظلم عن المرأة ، فقال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً " سورة النساء آية (19). وحرم الإسلام عضل النساء وهو منع الرجل مطلقته من الزواج حتى يأخذ منها ما يشاء أو يسيء عشرتها ولا يطلقها حتى ترد إليه مهرها ، قال تعالى :"ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن "سورة النساء آية (19). وهكذا من التصرفات الجاهلية التي أنكرها الدين الإسلامي. ليس ذلك فحسب بل إن الإسلام رفع من شأن المرأة وأعلى من مكانتها وأعطاها حق الملكية الخاصة ، وحق إدارة شؤون مالها وأملاكها ، قال تعالى : "للرجال نصيبٌ مما أكتسبوا وللنساء نصيبٌ مما أكتسبن" وأعطاها الحق في أن ترث من مال أبيها وزوجيها بعد أن كانت تورث ، قال تعالى : " للرجال نصيبٌ مما ترك الوالدين والأقربين وللنساء نصيبٌ مما ترك الوالدين والأقربين مما قل منه أو كثر" وقال تعالى : "ولهن الربعُ مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولدٌ فلهن الثُمْنُ مما تركتم" وأعطى الإسلام الحنيف مساحة كبيرة للإهتمام بالمرأة بإعتبارها شقيقة الرجل وشريكة له في الحياة وفي تربية الأجيال وصناعة الأبطال فتسوع في مناقشة أمورها الخاصة والعامة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ونزلت سورة بإسم "النساء" تناولت العديد مما يخص النساء .. وذكرها الله في مواطن كثيرة من كتابه الكريم .. إنه دين الإنصاف والعدل دين ناقش كل أمور الحياة وما يختص المرأة والرجل كلاً على حسب تكوينه. نحن لا ننكر أنه يوجد في زماننا الحاضر وأزماناً قد مضت بعض هذه التصرفات الجاهلية لدى بعض الأفراد المتفشي فيهم الجهل ، والذين لم يبذلوا من أجل القضاء علية أو اعتقاد بعضهم أن هذه عادات نشئوا عليها وورثوها عن أبائهم وأجدادهم لا تمت للدين بصلة هي اختيارية من أنفسهم ومن دافع جهلهم ، هذه التصرفات اللامسؤولة جعلت هناك من الحاقدين على المرأة ومكانتها في دينها ، وبدءوا بالمناداة بتحريرها وإدخال بعض التصرفات الغريبة عليها مثل الاختلاط ، قيادة السيارة ، ولعب كرة القدم . وأشياء ظاهرة وأشياء مخفيه ، كل ذلك تحت شعار (حقوق المرأة) والقادم أكثر .. ونحن نطالب المرأة المسلمة أن تتنبه إلى هذا القادم ونقول لها : أن تنظر في الديانات الأخرى وتقارن مثلاً المرأة في اليهودية. فلتنظري أختي المسلمة أين أنت من كل ذلك ولا تغتري بما تشاهدينه عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لأن أغلب هذا يأتي ضمن البرنامج المعد للتغرير بنا فقط لا غير. الإسلام والمسلمين لم يكونوا ضد تطور المرأة أبدأ وإنما هم من دعاته ولكن ضمن دينها وما تمليه عليها الشريعة الإسلامية التي جاءت مشرعة ومنظمة لكل شؤون الحياة وما يختص بالمرأة ركيزة أساسية في مسيرة الحياة وفي بناء وإستقرار الأسرة المسلمة لأن ديننا = أحلامنا و ثروتنا .. وعزتنا وحقوقنا فيه .. وليست في سواه . هذا المفهوم الظالم الذي يسعى البعض لترسيخه ؛ هو ما حز في نفسي وأخافها وأردت أن أدونه .. وأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ولو ببعض الكلمات البيسطة حيال هذا الخطر القادم . اللهم أنصرنا بالإسلام و أنصر الإسلام بالمسلمين وثبت الإيمان في قلوبنا على دينك، اللهم من أراد الإسلام بسوء فرد كيده في نحره وأجعل تدبيره تدميراً عليه, آمين وأستغفر الله العظيم وصلى الله وسلم على رسولنا الكريم