يكبر الهلال من عام إلى عام ويكبر معه الطموح.. ينمو ويتألق ولا يمكن له أن يموت. الهلال أعني هلال شبيه الريح حكاية بطل تتكرر على مر العصور فمن أيام النعيمة والبيشي إلى زمان التيماوي والثنيان وسامي ومن حقبة الدعيع وصولاً إلى إبداع ياسر القحطاني والشلهوب ونيفيز وويلي تتغير المراحل وتتبدل فيما الثابت مع كل هذه المتغيرات نلمحه دوماً في حقيقة عملاق لا يزال يتفرد بخصوصيته ويتفرد بتلك الأرقام الذهبية التي باتت بالنسبة له ولكل من يمثله وينتمي إليه حالة عشق أبدية تبدأ ملامحها بفرح وتنتهي ولكن بفرح. الهلال نادي القرن.. بطل الدوري.. بطل كأس ولي العهد وإن اختزلت الوصف بعبارة ف50 بطولة هي رقم الاستثناء الذي تكفي دلالاته على إنصاف هذا الزعيم الذي يكبر في الميدان وينمو في المدرجات ويسمو أكثر بروح رياضية عالية هي التي أجبرت نصف سكان القارة لكي يستمروا في ملاحقة بريق هذا الفريق البطل وبريق إدارته وجمهوره ونجومه. لا تكاد تمر على أنظارنا مناسبة من مناسبات كرة القدم إلا وتقدم لنا الهلال بذات الشكل الذي ألفناه فالهلال منظومة تكاملية لا ترتبط بنهج ولا تتعلق بمرحلة بقدر ما هو الارتباط الوثيق مع (المجد). انظروا بعين المحايد وتمعنوا بمنطق العادل وعندما تكتمل الصورة فالصورة كفيلة بأن تقدم لكم هذا الفريق الذي صاغه عبدالرحمن بن مساعد نجاحاً ليكون الأول بالمستويات والأول بالنتائج والأول بالأرقام والأول بالمنجزات والأول بأشياء أخرى هي أكبر من كل الألقاب. في غضون موسم صنع الهلاليون ما لم يستطع على صناعته منافسون طيلة عقود أما لماذا وكيف؟ فالسؤال برغم سهولته إلا أن الأجوبة عليه باتت من واجبات الإعلام الصادق الذي يجب أن يبادر في ترسيخ (تجربة) هلال (2010) لأنها ببساطة أشبه ما تكون الدرس الأمثل لبناء كرة قدم سعودية المسمى عالمية الشكل والمضمون، فالذي قدمه الأمير عبدالرحمن بن مساعد وخلال فترة زمنية قصيرة يعد نقلة نوعية ليس في المستويات وإنما في وضع رياضي عام هو بشهادة الفاهم والخبير والمشجع البسيط الأمثل والأبرز والأجمل. عموماً لا جديد فالهلال كسب الغاية والهدف وتربع على قمة الموسم الرياضي وأكملها بالتأهل لدور الثمانية آسيويا وبرهنت مدرجاته تحديداً على أنها السر واللغز في الانتصار. فمبروك لمن شرفوا كرة القدم السعودية.. ومبروك أكثر أقولها لتلك الإدارة التي رسمت بحضورها الجيد المعاني السامية في الرياضة وتحديداً الروح العالية والأخلاق الرفيعة التي مهما تفاوتنا في الانتماءات إلا أننا متفقون على أهمية استمراريتها. أما عن القادم أعني قادم الهلال مع دور الثمانية فلابد وأن يكون العمل مكملاً للبداية حتى يصل هذا العملاق إلى حيث عالميته المنتظرة التي أوشكت وحان قطافها طالما أن الأزرق يسلك نهج التألق بمفردة الشاعر وبفكر الأديب والمثقف والرياضي والواعي عبدالرحمن بن مساعد! ختاماً انتهى الموسم وما أجمل أن تكون النهاية بمثل هذا المشهد الفني الجميل الذي قدم لنا ولكرة القدم مواهب شابة بحجم الجيزاوي وغالب والفرج والشهري. فهؤلاء هم القيمة الفنية الحقيقية التي تستحق عليها الأندية كل الثناء والإشادة والدعم.. وسلامتكم.