كانت ضاحية الصبيحي وماحولها ببيشة ستكون أكثر استبشارا بقدوم السيول وارتواء الأودية ، وسيمر السيل ككل مرة محملا بالخير محفوفا بالسلامة على كل من جاور تقاطع وادي تباله مع وادي بيشة ، وماهي إلا أيام وتعود المياة إلى الآبار وتعود للزراعة في بيشة أشياء من زمانها الجميل ، لكن يظهر أن على سطح الأرض منا كبشر من لا يفكر إلا بنفسه فلا يرى في الوجود إلا سعادته فيستغل منصبة ويعرض الناس والحلال والمال للهلاك ، وهذا ماحدث في بيشة وبالذات في القرى المجاورة لملتقى وادي تباله مع بيشة ، حيث أقدم احد المواطنون إلى إغلاق العبارة المعدة لتصريف سيول وادي تبالة إلى وادي بيشة ، بل الإلغاء التام كي يؤمن طريقا سالكا إلى محطة المحروقات الخاصة به ، مستغلا منصبة .. هذه الواقعة كما أكدها شهود عيان وكافة وسائل الاعلام على إنها السبب الحقيقي بقدرة الله وراء ماحدث للأهالي من دمار منازل وهلاك بهائم وإختفاء مزارع ، وكما جسدت ذلك وعلى ألسنتهم وملامح وجوههم قناة ( المجد الفضائية ) في تقريرها الرائع والمميز عن الكارثة وبالذات الصبيحي وماجاورها مواطن في غفلة من صحوة الضمير أقدم على فعل بقفل العبارة كانت تسهل عملية جريان السيول دون أن تلحق أضرار ، ونتيجة تلك الفعلة الشنيعة فقد كانت الخسائر كبيرة وفوق كل تصور والمتضررين كثر والحدث أصبح واضح انه بفعل فاعل ، لذا وجبت المحاسبة وحان كشف الملابسات حتى لانجدنا مستقبلا أمام ظاهرة قفل العبارات ، دون إدراك لهول ما يحدث من كوارث من جراء تلك الأفعال يتساءل المتضررون عبر الصحف والشاشات وكافة وسائل الإعلام من ينصفهم وقد فقدوا منازلهم وأملاكهم ومزارعهم بسب خطأ بشري مصدره الجشع المادي ..؟ أيضا لوحظ هنالك إهمال واضح من قبل فرق الدفاع المدني اللذين تواجدوا لإنقاذ زميلهم الشهيد المغفور له بإذن الله ( هذال الأكلبي ) من عدم وجود حبال وهي من وسائل الإنقاذ البدائية الواجب توفرها ، وكما اشار بذلك من حاول إنقاذ الشهيد ، وكما لوحظ تقليدية عمليات الإنقاذ في ذلك المساء الحزين ونحن نقول لهم وبكل ثقة لا تقلقوا فأنتم بفضل الله في أيدٍ أمينة ، وعين المسؤول لم ولن تكون عنكم غائبة ، فالجميع في حضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد امير منطقة عسير حفظه الله الذي عهدناه قريباً من الجميع مع الكل على مسافة واحدة ، فتلك الأنات والدموع التي شاهدناها على القنوات الفضائية وعبر وسائل الإعلام وقبل ذلك على أرض الطبيعة ، ستجد تجاوبا تعودنا عليه من سموه الكريم تنفيذا لتوجيهات ولاة الأمر حفظهم الله ، والذين نجدهم دوما الأقرب لتلمس حاجات المواطن ولا أدل على ذلك من توجيهات خادم الحرمين الشريفين مؤخرا بتحويل كل من حقق معه في كارثة جدة من قبل اللجنة التي امر بها حفظه الله لهيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق وإتخاذ مايلزم وتحويل من يدان منهم للقضاء هكذا تعودنا في مملكة الإنسانية وما حدث في بيشة لا أظنه إلا حدثا يستوجب التحقيق والمحاسبة ، وذلك عقابا لكل متجاوز وردعا لمن تسول له نفسه التجاوز فيما منه ضرر على المجتمع ، فنحن في عصر يتطلب كما أوضح خادم الحرمين مرارا وتكرارا المصارحة والشفافية خصوصا أنه نقل أمانة ذلك فيما يخص الكوارث إلى تلك اللجان التي يعهد اليها التقصي عن الحقائق ، وعلى اولئك المتضررين أن يكفكوا دموعهم وينتظروا النتائج التي حتما ستعيد الحق إلى اهلة وتقتص ممن تسبب في اذيتهم .. هذا وبالله التوفيق.