كرة القدم لعبة حماس وثقة وأشياء أخرى جلها وليس البعض منها محكوماً باللاعب قبل المدرب والإدارة والجمهور. وفي هذه اللعبة التي أسرت عقول الملايين من البشر نتيجة أي هدف مرسوم في مجالها المجنون لا يمكن لها أن تصبح رهاناً للأحلام والأمنيات بقدر ما هي أولاً وأخيراً نتيجة تحسمها تلك الحماسة التي متى وجدت في ذات اللاعب فهي الطريق الثابت الذي يؤهل للقمة ولتحقيق النجاح والتميز ورفعة الشأن. الليلة الهلال وبين متناقضات الموهبة والمهارة والحماس يجد نفسه أمام مهمة قارية عليه أن يكسبها ليس بخطة (جيرتس) وليس بحوافز الإدارة والرئيس وليس بدعم الجمهور وإنما عليه أن يكسبها بتلك الروح المعنوية التي غابت في مواجهة الاتحاد، وحان الوقت والتوقيت لكي تعود هذا المساء فنياً الكل يدرك قوة الأزرق بنجومه.. بإدارته.. بجمهوره.. بمهاراته.. بمحترفيه.. لكن هذه المعطيات قد تصبح صفراً مكعباً لا قيمة له إذا لم يقدم لاعبوه الليلة ما يكفل لهم الفوز والتأهل والاستمرارية في حدث ياما عودنا هذا الزعيم على أفراحه. ياسر مطالب بهز الشباك ونيفيز مع رادوي مع ويلي مع أسامة معنيون أكثر من أي وقت مضى بأهمية التفاعل فنياً ومهارياً ومعنوياً حتى يستطيع الهلال أمام بونيودكور الأوزبكي الخروج وبين يديه بطاقة ذهبية تؤهله لرسم غاية اللقب وتمنحه كامل الحق في البقاء داخل دائرة كل منافس يتطلع لنيل الآسيوية والوصول من خلالها إلى حيث (العالمية) أعي وأدرك وأستوعب تلك الحقائق التي دائما ما تشير إلى أن الأزرق كبير بمستوياته الفنية وكبير كذلك بحماس لاعبيه ففي نهج الهلال والهلاليين تبقى الصورة في مجملها صورة بيضاء وسطورها مع ألوانها ترفض التهاون وتمقت الكسل ولا تقبل سوى العطاء الجماعي الذي يتكلل في نهاية المطاف بالمنجزات. أن يخسر الهلال في مباراة عابرة فهذا لن يقلل من شأنه كنجم للموسم، المهم بعد الخسارة هم اللاعبون والأهم هو المستوى المقرون بالحماس، فهل نشاهد اليوم هلالاً آخر يقدم الحماس والإصرار على نهج الخطة والتكتيك أم أن هذا المشهد لن يضيف لعيون المتابع أكثر من تلك المشاهد التي غابت على غرارها الروح الحماسية فأصبحنا مع جماهير الأزرق نبادر سريعاً في تهنئة الاتحاد وبطولته؟ الليلة هناك منازلة مصيرية في طياتها قد يستمر وهج الزعيم وقد يخفت، ففي الفوز والتأهل سيبقى الاستقرار ويبقى الفرح أما في حال ما إذا غادر الزعيم لا سمح الله ومن أمام جماهيره فالذي ستنتجه الخسارة لن يخرج عن احتمالين الأول هو بعثرة كل الأوراق الإدارية والفنية والثاني هو العودة مجدداً إلى الوراء ولكن بألف ألف خطوة. لن أسهب كثيراً ولن أعبث بالعبارات ولن أستعير سوداويتها لإكمال جملة اعتراضية، فالذي يهمني ويهم كل رياضي سعودي هو بطل القرن الآسيوي الذي يجب أن يكسب مواجهة الليلة لكي يتلاءم حجم الفرح مع احتفالية لندن تلك الاحتفالية التي لن تتكرر إلا بعد قرن من الزمان وهذا بحد ذاته إنجاز وإعجاز اختص بالهلال ووثقه التاريخ. عموماً من القلب أتمنى أن يكسب الهلال بروح لاعبيه قبل أن يكسب بخطة جيرتس لأن الأولى هي التي قد تسعف هذا الفريق العملاق لكي يواصل المسيرة نحو الحلم الكبير بإذن الله.. وسلامتكم.