في المجلس فضح مقدم البرنامج محلل الركب والمفاصل عندما قال له كنت متعاطفًا مع الغرافة القطري في مباراته أمام الجزيرة الإماراتي وكأنه يقول بصيغة أخرى: أنت سعودي، ولكنك كنت ضد الأهلي السعودي وأنت تتمنى فوز الغرافة بحكم أن فوزه يخرج الأهلي من البطولة! القطريون والإماراتيون والكويتيون وفي كل دول العالم يتعاطفون مع الأندية التي تنتمي إلى بلدانهم ويشجعونها ولا يظهرون أمام الآخرين على الأقل أنهم لا يحبونها إلا نماذج لدينا امتهنت الخروج عن النص حتى لو كان هذا الخروج على حساب المواطنة ودائماً ما يقولون: (على الأصل دور) لا يوجد بيننا كسعوديين منتمين لهذا الوطن الغالي وأقصد المنتمين قولاً وعملاً لهذا البلد من يتمنى خسارة الأهلي أو الاتحاد أو الهلال أو النصر في مهمة خارجية أو يظهرها أمام قطري أو إماراتي أو أي جنسية أخرى لأنه بذلك سيفقدنا احترامنا أمام الناس ويعطي الآخرين فكرة حتى لو من خلال الرياضة أن المواطنة مفقودة عند هؤلاء ! هل شاهدتم البرازيلي فيكتور سيموس أمام الاستقلال الإيراني وهو يحرث الملعب طولاً وعرضا ويلعب في الدفاع والوسط والهجوم تحركه روح المسؤولية والرغبة في أن يعمل كل شيء من أجل الأهلي.. وفي الحقيقة فيكتور لم يفعل ذلك في هذه المباراة فقط بل حتى في كثير من المباريات الماضية وكأنه أحد خريجي أكاديمية الأهلي أو ناشئيه أو كأنه تربى في الأهلي منذ نعومة أظفاره وعلاوةً على ذلك هو لاعب مهاري ويملك قوة جسمانية تعينه على أداء واجباته.. إن الانطباع الذي تركه فيكتور لدى الجمهور الأهلاوي منحه قبولاً كبيرا وتفاعلاً مهماً تعايش معه اللاعب وأحس به فكان مردوده واضحا في الملعب بل حتى على سلوكياته وتعامله مع الآخرين.. لا أدري حقيقةً لماذا تشتكي أنديتنا دائما عندما تذهب إلى إيران؟ وبماذا نفسر صمت الاتحاد الآسيوي على كثير من التجاوزات في الاستضافة وتنظيم المباريات التي تقام في إيران ثم يبرز وجهه العبوس في وجه أنديتنا إزاء أي مشكلة تنظيمية، حافلة الشباب كانت مفتوحة أو متعطلة الأبواب وتسير بسرعة عالية وحافلة الأهلي تسير وسط مضايقات ودون سيارة حماية، ثم رمي بالحجارة على دكة احتياط الأهلي عقب هدف التعادل، ثم يمر كل ذلك مرور الكرام ودون أي عقوبة على الأندية الإيرانية التي أثبتت جماهيرها بالصوت والصورة أنها خارج إطار عقوبات الاتحاد الآسيوي، فالهتافات المسيئة حاضرة والشعارات موجودة، وسلم لي على أنظمة الاتحاد الآسيوي ومراقبيه! عطفًا على ظروفه وإمكانياته المتاحة فالأهلي لم يكن ليمضي بعيدا في مشوار دوري أبطال آسيا حتى وإن أشرعت جماهيره الآمال وبنت الطموحات، والأهلي من حسن حظه أيضا أنه لن يشارك آسيويا العام المقبل لأن هذه الخطوة تحتاج إلى تهيئة من جميع الجوانب فنيا وعناصريا وأدوات تنسجم مع بعضها منذ فترة ليست بالقصيرة! العناصر التي تمثل الأهلي حاليا يجب أن تختلي بنفسها وتعيد سيناريو مشاركاتها لهذا الموسم وتبدأ في المحاسبة وجلد الذات حتى تعيد صياغة أهدافها فالأهلي ناد كبير ويجب أن يكون من يمثله كبيرا أيضا بمستواه وإمكانياته وأهدافه طموحا بتطلعاته.