كلما حاولت أن أرسم بجمال المفردات عبارة ( فرح) تهم الأهلي وجمهوره سرعان ما أجد المحاولة وقد تبعثرت مشاهدها مابين أنصاف لاعبين وأنصاف إداريين وأنصاف فريق يمثل ولكن بلا هوية . من فارياس إلى فيكتور مرورا بسيف غزال ومارسنهو وانتهاء بالمسعد وشلة الأنس التي تقبع في دكة الاحتياط الأهلي تحول إلى فريق تجارب والنتيجة واحدة، المنافس يكسب الفرح فيما الأهلي والأهلي فقط هو ذاته الذي لا يزال أسير المحبطين والانهزاميين والعابثين بتاريخه . أمام النصر لم أحزن لنتيجة مباراة حسمت نتيجتها مسبقا بوجبة عشاء بقدر ما حزنت لتلك المدرجات التي قدمت للمستشفيات ليلة البارحة أكثر من ضحية واحد في حالة إغماء وآخر في حالة ذهول وثالث مع عاشر لا يزال يدفع فاتورة العلاج ثمنا لفريق بارد يلعب كرة القدم ولكن دونما إحساس لا بالشعار الذي يمثله ولا بتاريخ ناصع البياض بات يتساقط مثلما تتساقط أوراق الخريف. ماذا يحدث للأهلي ؟ أسأل وأضحك وأكرر ذات التساؤل وتعتصرني دمعة حزن فيما التالي بعد السؤال. علامة الاستفهام متروك لهذا المدرب المفلس ولتلك الإدارة التي لا تملك من الحرص على النجاح إلا بذات النسبة التي يمتلكها المسعد وهزازي وتلك القائمة التي غالبا ما تتفنن في أن تصدر للمدرجات حزن الانكسارات لا فرحة الانتصارات . لم يكن الأهلي في يومه أمام النصر صحيح لكن السؤال الأهم إلى متى وهؤلاء الانهزاميون مستمرون على ذات المشهد ولماذا وهل كل خيارات التصحيح ماتت في مهدها أم أن الذي يحدث مجرد ( فيلم) مرعب يبدأ بضحية خلف شاشة التلفاز وينتهي بكثير منها في المدرجات . ثلاثية قصمت ظهر الأهلي تفاصيلها بدأت واستمرت فيما الأسماء التي رأيتها داخل الميدان هي ليست سوى ( أشباح) تتحرك وتركض وتلعب كرة القدم ولكن هكذا دونما روح ودونما إحساس بالغيرة على سمعة هذا الكيان العملاق الذي يبدو أنه مع هؤلاء المفلسين على مشارف الموت وليس المرض . الأهلي خسر فنيا وخسر إداريا وربما سيخسر حب المدرجات طالما أن الفرق التي تشارك معه في دائرة الكبار تتقدم وتنمو وتتطور فيما هو على نقيضها مرة يتقدم بخطوه ومرات يعود للخلف بألف خطوة . ماذا استفاد الأهلي من إدارته ومن مدربه ومن محترفيه إن قدمت الجواب فالجواب قد لا يأتي بالجديد كون الجديد القديم تكشفت خيوطه ليس في مباراة النصر وإنما تكشفت منذ أن تحولت كرة القدم إلى تجارب يستفيد منها الخصوم ويخسر بها وبأسبابها هذا الكيان الذي لا يمكن له أن يصل للهدف المرسوم في ظل هذا القصور الإداري والفني والمعنوي الذي لم يتلاءم وحجم الدعم الكبير الذي وفره الأمير خالد بن عبدالله للأهلي وبصمت وبعيدا عن التدخل لا في جلب المحترفين ولا في اختيار المدرب ولا حتى في قرارات فردية هي من صنعت من بدرة وأعضاء فريقه الإداري لأن يمارسوا لعبة السمسرة . باختصار أما آن الأوان لكي نجد مدرجات الأهلي وقد اكتست بلون الفرح أسوة بغيرها ؟ وهل هؤلاء اللاعبون هم من يعشق الشعار وهل الإدارة الحالية جديرة بالبقاء .. لن افتح المجال لمزيد من الأسئلة لكنني اكتفي بما يشير إلى أن ضالة الأهلي لن تكون لا في فارياس ولا في محترفيه ولا في مسعد ولا في هذه الإدارة التي تحتاج لمن يديرها وسلامتكم .