لكل الإخوة المتجادلين في قياس جماهيرية الأندية الأربعة الكبيرة حسب الأهواء والألوان وحسب تأثير العواطف والميول نؤكد لهم أن الجدل الدائر انتهى مع الإحصاءات الرسمية ووجود البوابات الإلكترونية وسواءً كان الأهلي هو صاحب الحضور الجماهيري الأفضل آسيويا والذي تجاوز عدده الستة عشر ألفا بحسب الاتحاد الآسيوي أو النصر خليجيا أو غيره من الأندية فإن تلك المتغيرات تأتي وسط ظروف لا علاقة لها بتحقيق الأندية للبطولات فالشباب الذي كسب العديد من البطولات في السنوات الأخيرة لم تشفع له تلك البطولات في جلب الجماهير فاستنجد بجماهير الهلال في الجولة الآسيوية الأخيرة أمام العين وعلى العكس تماما نجد أن الأهلي في أحلك ظروفه وعتب جماهيره في كثير من الأحيان يصطدم بأن جمهوره يملأ الملعب ويساند بفاعلية وهذا هو الفرق بين الأندية الكبيرة ذات الشخصية الجماهيرية وغيرها من الأندية الباحثة عن دور تتقمصه بين الكبار .. آمل أن تتسع صدور الهلاليين والنصراويين للقول بأن جماهير الناديين لا يمكن أن يشعر بهما المتابع إلا مع الأهداف أو الهجمات الخطرة ورغم أنها تحضر بكثافة في بعض مباريات الفريقين إلا أن ذلك لا يمكن أن يقاس بحجم الفاعلية الإيجابية التي تتمتع بها جماهير الأهلي والاتحاد بالتشجيع المستمر طوال المباراة والتفاعل مع مجرياتها مع خاصية الحضور المكثف وهذه حقيقة لمن يريد التأكد منها العودة للقاءات الأربعة الكبار ومتابعة الدور المعنوي الإيجابي الموجود في لقاء طرفه الأهلي أو الاتحاد والدور المعنوي المفقود في لقاء طرفه الهلال أو النصر .. وما ذكرته ليس من بنات أفكاري بل بشهادة عدد من محبي الهلال والنصر! كتبت في مساحة سابقة عقب تعثر الأهلي أمام الاستقلال والغرافة أن طريق الأهلي للتأهل للدور الثاني آسيويا يمر عبر فوزه ذهابا وإيابا على الجزيرة الإماراتي في الجولتين المتتاليتين وهاهي النقاط الست تتحقق وبقي الأهم وهو أن يفكر لاعبو الأهلي في التركيز جيدا في مباراتي الاستقلال والغرافة المقبلتين عقب فراغ الفريق من مهمته المحلية أمام النصر كون الأهلي الذي يفصله نقطتان فقط عن المتصدر يمكنه أن يتأهل أولا أو ثانيا باستثمار إمكانياته داخل الملعب كما يجب وهي مسؤولية فارياس واللاعبين في المقام الأول وعليهم أن يتحملوا أمام جماهيرهم هذه المسؤولية .. وليد عبدربه من اللاعبين الكبار في الأهلي الذين يملكون الحماس والروح العالية والعطاء المتقد لكنني أطالبه بإعادة مشاهدة اللقطة التي فقد فيها الكرة ثم كيفية محاولته استخلاصها من جديد من المؤكد أنه سيستفيد من هذا الدرس مستقبلاً! الأهلي أعاد بانتصاريه المتتاليين آسيويا الاستقرار المعنوي إلى قلعة الكؤوس وجماهيرها التي شدها الحنين لرؤية الفريق الأهلاوي يغتنم فرص التواجد الدائم في قائمة النتائج الإيجابية أما الإخفاقات فهي تعيد الفريق إلى الأول وتبعثر الجهود المبذولة لأن يكون الأهلي في المقدمة .. مباراة الأهلي والنصر بعد ثلاثة أيام أكبر جولات التنافس في مضمار كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ومثلها الرد نهاية الأسبوع والفائز سيكتسب جرعة معنوية فائقة في طريق أغلى الكؤوس .. ما شاهدناه من عراك بين بعض جماهير الوصل وطبيب النصر وبعض لاعبيه يؤكد أن البطولات الخليجية تفرق أكثر مما تجمع وأستدل هنا بما يحدث أيضا في بطولات الخليج للمنتخبات من عراك كلامي تنتقل عدواها مباشرة للأستديوهات التحليلية وكل قناة تنتصر لأجندة غير معنية بالتنافس الرياضي الشريف ومعها وسائل الإعلام الأخرى .. لنترك للإخوة في الخليج بطولاتهم ليتنافسوا عليها ونفكر كيف نعزز إنجازاتنا الكروية عالميا وقاريا وكيف نستعيد مكانتنا الكروية في هذين المضمارين.