لابد أن الروائي عبده خال يشعر بالفخر والسعادة المضاعفة وهو يقرأ أو يسمع أنه(سفير المملكة في الإبداع) وهو اللقب الذي أسبغه عليه وزير الثقافة والإعلام الشاعر والمثقف الدكتور عبدالعزيز خوجة، على أثر فوز خال بجائزة – البوكر- العربية في الرواية التي آمل بثقة أن تكون خطوة نحو جوائزعالمية. الوزير وعد بتكريم خال في احتفالية تليق بما يقدمه من نتاج يخدم البشرية، ويهذب الذائقة ويفتح قنوات التواصل الثقافي بين الأجيال. وهذه مناسبة لأن أشكر معالي الوزير مؤملا أن يكون تكريم خال قريبا جدا وقبل أن تبرد حرارة المناسبة، كما آمل أن يكون هذا التكريم مفتاحا ومحفزا لتبني فكرة نابهة لتكريم سنوي وفق تنظيم دقيق له قواعده وآلياته الواضحة المعلنة، وأن يشمل كافة فروع الإبداع والثقافة والفن والإعلام تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام، وبمشاركة كل الفعاليات من هيئات وجمعيات ومنتديات وأندية ودور نشر وأفراد، وفي هذا الإطار يمكن تطوير ماتم مؤخرا في مؤتمر الأدباء السعوديين من تكريم مع تغيير اسم المؤتمر لتكون مظلته أوسع ونشاطاته أشمل، وليصبح محطة سنوية يتطلع إليها أصحاب المواهب من السعوديين الجديرين بالتكريم في وطنهم قبل أن تكرمهم جهات من الخارج، وهو أمر مهم للغاية في تشخيص نظرتنا الشاملة للثقافة والفن بصفة عامة ومدى تفهمنا لمنطلقاتها ودورها، كما يجعلنا مستقبلا في غاية الفخر لحسن تقديرنا لأبناء الوطن محليا عندما يفوزون بجوائز عربية أو عالمية لابد أن تشير تلك الجوائز في مبرراتها إلى ما ناله من تختار منهم من احتفاء لائق داخل بلاده، والاحتفاء اللائق واسع المدار، ولاشك عندي أن معالي الوزير ورجالات وزارته أقدر مني على استجلاء مظاهر وتفاصيل هذا المدار منذ لحظة البشارة بولادة الموهبة ومرورا بتشجيعها وتكريمها وانتهاء بتخليدها. أهنىء الصديق الروائي الأستاذ عبده خال على فوزه بجائزة – البوكر العربية- ومن خلاله أهنىء كل الروائيين والروائيات السعوديين الذين وصف الصديق الروائي عبدالله ثابت تدفقهم الروائي المكثف في السنوات القليلة الماضية ب(المظاهرة)، وهي مظاهرة ثقافية كبرى لم نستوعبها محليا حتى الآن لا طباعة ولا نشرا ولاحتى قراءة، لكنها أسفرت عن التفات منصات التكريم والتقدير العربية إليها فوجدت أن عبده خال – من أصلبها عودا وأدقها تعبيرا في رواياته عن حياة بشرية ذات خصوصية بيئية لا تعزلها عن المشتركات الإنسانية وهمومها العامة، إنها بيئة الرواية التي تتماس مع الواقع لتصوره وتتخيله وترسمه في بيئة بين الواقع والحلم لها كما لغيرها ماض وحاضر تتداخل فيها الأزمنة وتنقطع، وتتلاقح الوقائع وتنفصم، وتتمازج السياقات وتستقل، وتتعارف الأرواح وتتنافر، وتتلاقى الأفكار وتتباعد، وتنتعش الآمال وتذبل، وتكبر الطموحات وتصغر، وتطيب الروائح وتعفن، فيتعمق ويتجذر ويتضخم الوعي ببناء واحتضان مستقبل روائي يمور بتحولات وتطلعات إنسانية طبيعية حتمية (ترمي بشرر) ودرر.