يتعدد المنافسون في أي مسابقة وتتعدد معهم الطموحات فيما يبقى (البطل) واحدا. وفي مسابقة دوري المحترفين اجتهد الشباب وحاول الاتحاد والنصر والأهلي لكن الهلال في نهاية مطاف المحاولة والاجتهاد حسم القضية وتربع على هرم الترتيب وطار باللقب. هذا الموسم الهلال مغاير وسر التغيير فنياً وإدارياً ونتائجياً لم يكن مفاجأة بقدر ما كان حصيلة منطقية لكل تلك الأدوار التي تكاملت في أوراقه من مدرب بارع إلى محترفين مميزين إلى إدارة واعية. فالهلال (المختلف) ثابر ومن يثابر ويجتهد ويرسم طريقه بوسائل العمل السليم حتماً سيصل وقطعاً سينال وما لقب دوري زين للمحترفين إلا عصارة عطاء قدمت لهذا الفريق المبدع فكانت المحصلة جميلة بجمالية التاريخ والشعار والجمهور. حقيقة برهنت عليها الأرقام وصادقت عليها المدرجات وقدم الدليل الدامغ عليها أسماء نثرت على المستطيل الأخضر كل أنواع الإبداع فناً ومهارة وحماسة وبالتالي من يقدم كل هذا العطاء في قالب متكامل تمتزج فيه المهارة والموهبة والحماس والدعم والإرادة من البديهي والبديهي جداً أن يصبح هو المتفرد بالقمة والمتفرد بالأوليات والمتفرد بالذهب. الهلال كما يقول صديقي فايع عسيري هو إمبراطورية تقذف العاشق والمتيم والمحب في بركان هذا الأزرق الخلاب وحممه حتى وإن كلفه ذلك العقاب. عمل... روح... نتيجة... مستوى والأهم أولويات داخل الميدان وأولويات خارج الميدان ومن يمتلك كل هذه المقومات جدير بأن يصبح البطل وجدير بأن يصبح العريس. اتفقنا على ذلك واتفق معنا المحايدون وصادق على نهج الاتفاق فئة تعودت على إنصاف الناجحين هكذا جاءت الصورة، أما النقيض فلا جديد سوى أن تلك الأسماء التي أساءت لسامي الجابر وأساءت للدكتور صالح بن ناصر في ذات يوم لازالت على وتيرة الإثارة المبتذلة تغلف وجه الحقيقة بأكثر من قناع ليس لشيء وإنما لشيء واحد هو البحث عن البطولة وعن ذات مفرطة سرعان ما تصبح مشوهة في أذهان الجماهير الرياضية التي تعيش اليوم عصر الوعي والحضارية. شككوا.. اتهموا.. انتقدوا وعندما سقطت كلماتهم تحولت بوصلة النقد هذه المرة صوب لحظة التتويج وطريقته قالوا هي ساعة مزاج وقالوا هي عاطفة مسؤول فيما الرد على مثل هذه الاتهامات التي طالت اتحاد الكرة لا يزال ماثلا في موسم فائت طال الهلال والهلاليين ما يكفي لتأليف كتاب. هؤلاء الذين انتقدوا فكرة التتويج لم نسمع أصواتهم عندما تحدث لويس فيجو بالكارثة وهؤلاء الذين يحاولون تشويه المنجز الهلالي لم نقرأ لهم سطراً واحداً يدين محمد نور وتصرفاته وبالتالي فهم أي هؤلاء الأكارم ليسوا جديرين مع كامل الاحترام بالقبول لسبب أن كفة الميزان النقدي لديهم ميالة لطرف وظالمة حد القسوة لطرف وهذا الطرف الثابت هو دائماً الهلال وبالفعل لا يقذف بالأحجار إلا الشجر المثمر وسلامتكم.