حزمتُ أمتعتي وبصحبة أطفالي إلى مسقط رأسي . ركبنا الطائر الميمون ذات مساء ، والقلوب تبتهج فرحا بلقاء الأهل والأحبة . مكثنا في المطار ننتظر السفر ، ولازلنا ننتظر وننتظر ، تارة يقال لنا الطائرة بها عُطل فني ، وتارة لم تأتي بعد . أعين الناس تتجه صوب تلك البوابة علها تفتح لنا بعد طول انتظار. قرابة الساعتين وصلتْ ونحن لا ندري بها عُطل أم أنها كانت في مهمة أخرى ، المهم أنها وصلت ، قلنا ستكون الضيافة في أحسن حال على الأقل نظير مكوثنا الطويل في المطار . ركبنا وعُلّقنا بين السماء والأرض لا يصاحبنا فيها إلا السحاب والذي لم يكد يفارقنا طوال الرحلة ،وقلنا بسم الله مجريها . بدأت الأمعاء تتصارع فيما بينها طلبا في الأكل ، بعد أن طاف وقت العشاء والبداية ستكون بين أيدينا ، بما أننا في مقصورة الكبار vip ليتنا كنا مع المساكين على الأقل إن متنا ندخل الجنة إن أراد الله قبل غيرنا بسبعين خريف . نشتم رائحة الطعام من بُعد ،لكنّه ما لبث أن وصل ، وكلٌ أخذ يجهز مكانا يليق بلتلك المائدة المنتظرة ،والتي قلنا : (لعلها عيدا لأولنا وآخرنا) وإذا بالأطباق تعلو الرؤوس ، فُتحت لنجد فيها ما لا يسمن ولا يغني من جوع ، ولستم أظن بحاجة إلى وصفها . سافرنا خارج المملكة وداخلها ، لكن شتان بين هذه وتلك ، لعل الخطوط السعوديّة لم تجد متسع لتلك العربات المخصصة للطعام في تلك الطائرات ،ومن هنا كان الطعام مناسبا للمكان وأهل المكان . سألني أحد أطفالي ما هذا يا أبي .؟ قلت مقبلات ، وسنصل بُني ونجد ما لذ وطاب من الطعام ، رد علي قائلا : ولكن في رحلاتنا الماضية لم تكن هذه الوجبات التي تُقدم لنا .؟ ضحك وقال : أم أن الباحة غير .؟ الرحلات السعودية تزيد في سعر التذاكر كما تشاء ، وليتهم يقدمون الخدمة التي تليق ، لكن للأسف هناك رحلات إلى مناطق معروفة لا تعطى أبسط حقوق المسافر ،خصوصا فيما يتعلق بالوجبات داخل تلك الطائرات ، لاسيما أن تلك الرحلة كانت فترة عشاء بعد تأخر في المطار.