يعرض كتاب (من حارة الباب إلى أبواب الحياة جوانب من سيرة مؤلفه المهندس علي بن عبدالله الزامل العلمية والعملية المتضمنة مجموعة من الصور الفوتوغرافية المعبرة عن جوانب مهمة عن الحياة الاجتماعية وتصور التحولات التي مرت بها البلاد. وكتب مقدمة الكتاب الأستاذ فائز بن مواس البدراني وقال: كنت ولا زلت من المنادين بتدوين السير الذاتية لما فيها من إثراء للتجارب الإنسانية المتراكمة ولكونها نوافذ نطل منها على جوانب أخرى من حياة الآخرين وتجاربهم. وقال المؤلف المهندس علي الزامل: في حارة الباب ولدت وفي هذه الحارة نشأت وترعرت ودخلت معترك الدنيا وشعاري منذ نعومة أظفاري: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. وفي هذه الحارة كان أول بيت جمع بين والدتي ووالدتي رحمهما الله وقد سبق أن عاش والدي مع والده جدي بجوار البيت العتيق حيث كان جدي يسكن دار الأرقم بموافقة من الملك عبدالعزيز رحمه الله وهي تذكرنا بالدار التي انطلق منها نور الإسلام.. أما دارنا هذه فهي التي نسميها قبلا أيضاً دار الخيزران وهي دار مباركة. وتضمن الكتاب قصة رواها المؤلف عن رحلة مع زملائه بين لندن وباريس.. فقد كتب يقول: من الحوادث الطريفة التي مرت علينا أنه سنة 1967م وهي أول سنة لنا في بريطانيا رأيت أنا وبعض الزملاء إعلانا سياحيا يقول (لندن - باريس - لندن فقط 18 جنيها) وكان ذلك خلال إحدى العطل الرسمية هناك فما كان منا إلا أن ذهبنا للملحقية وأخذنا جوازاتنا أنا والإخوان محمد العبيد الله وإبراهيم أبانمي بدعوى أن البوليس يريد التأكد من العنوان وما هو إلا يومان حتى ركبنا الطائرة متجهين إلى باريس ونحن لا نملك إلا بضع جنيهات هي كل ما في جيوبنا. كان السكن في غرفة واحدة في أحد المساكن التابعة لطلبة جامعة السوربون. مكثنا خمسة أيام كنا خلالها نجوب شوارع ومعالم باريس قدر المستطاع وبالطبع كان كل شيء مبهراً في باريس: متاحفها ومعالمها شوارعها وبرج ايفل وخاصة شارع الشانزليزيه الذي كان في غاية الجمال والحركة. كانت تلك الرحلة نقلة كبيرة في حياتنا فها نحن ننتقل من شارع البطحاء والديرة ومنفوحة إلى لندن وباريس. كنا نأمل الشيء اليسير والأكلات السريعة كي نوفر بعض النقود وعندما أردنا العودة ذهبنا إلى المطار للرجوع إلى لندن وكانت المفاجأة!! فقد واجهنا مسؤولو المطار بالسؤال المدوي التالي: أين تأشيرة العودة إلى لندن؟ وكانت المفاجأة كالصاعقة!! أين نذهب؟ حتى النقود التي معنا قد أشرفت على النهاية ومما فاقم المشكلة أن هذا اليوم يصادف يوم السبت أي لا يوجد سفارة أو مكتب حكومي.. ذهبنا حالاً إلى السفارة البريطانية وكانت بالطبع مغلقة ولحسن الحظ أن السفير يسكن في المبنى نفسه تقريبا ولما اقتربنا بدأ الكلب ينبح وإذا بالحارس يأمرنا بالابتعاد وفي اللحظة نفسها ولحسن الحظ يخرج السفير البريطاني بعربته فوقفنا أمام السيارة وكأنها مظاهرة.. سأل ما الموضوع؟ أخبرناه عن حالنا وأن كارثة ومصيبة كبرى علينا غذا لم نعد إلى لندن أخبرنا أن هذه غلطة كبيرة واليوم عطلة أسبوعية.. أخذنا نتوسل إليه وما هي إلا دقائق من الإقناع حتى أخذ الجوازات ودخل المبنى ثم عاد ومعه الجوازات وعليها تأشيرة الدخول.