الأحداث التي تجري في مدينة القدس هذه الأيام مؤلمة مؤسفة، والأفعى اليهودية تحيط بالمسجد الأقصى وتنفث سمومها حوله كل يوم، وسراديب الغدر «الأنفاق» تمتد يومياً من جهات المسجد المبارك كلها ممهدة للوصول إلى الهدف اليهودي الأكبر ألا وهو هدم المسجد الأقصى المبارك. أحداث دامية يومية تجري هناك، وإيذاء للمصلين لا يتوقف، واغتصاب للأراضي والبيوت مستمر، وقتل وتشريد للأسر المقدسية التي تستصرخ أمتها الإسلامية ولا تجد ناصراً، ولا تحظى بمن يصغي إليها، واعتقالات متواصلة لرجال ونساء يقولون للظالم: «كلا»، ويرفعون صوت الحق في وجهه باذلين ما يستطيعون، وليست معاناة العلماء المقدسيين عنا ببعيد؛ فالفضائيات تنقل - أحياناً - صوراً لمعاناتهم، وإن كان هذا النقل لا يكافئ الحجم الحقيقي للمعاناة الكبرى. هكذا هي حالة القدس، والمسجد الأقصى المبارك، ومع ذلك فإن موقف الإعلام الإسلامي بأصنافه كلها لا يزال دون مستوى المشكلة، ومن يشاهد قناتي «الأقصى» و»القدس» يرى أحداثاً يومية دامية توحي بأن الدولة اليهودية الغاصبة تسرع الخطى للوصول إلى هدفها المنشود في وقت قريب، ويشاهد صوراً دموية تدمي القلب لأبناء القدسالمحتلة، وللأسر التي تخرج من منازلها ظلماً وعدواناً، ويلقى بها على الأرصفة دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان التي تتشدق بها الأنظمة الدولية، ومع ذلك لا يجد صدى إعلامياً مناسباً تبرأ به الذمة. إن هنالك تعتيماً إعلامياً واضحاً للحالة المؤلمة التي تعاني منها مدينة القدس المباركة، وما أظن عناية الفضائيات العربية وغيرها من وسائل الإعلام في العالم العربي تتجاوز 20% إذا قسناها بما يجري في هذه المدينة الإسلامية المغتصبة يومياً من وقائع الإجرام اليهودي، قتلاً وتشريداً وهدماً وإرهاباً للأسر الآمنة، وسلباً للحقوق الثابتة. إن قضية القدس من أهم القضايا الإسلامية الساخنة التي لا ينطفي لهبها، ولا تخبو نارها، وحق هذه القضية أن يتم من أجلها إعلان «ميثاق إعلامي عربي إسلامي» يضعها في حجمها الطبيعي الذي يجعلها بارزة في المحافل الدولية ليل نهار، ويجعلها حاضرة في الملتقيات الثقافية والفكرية، والمؤتمرات السياسية، والمهرجانات العامة باستمرار ويضع خطة إعلامية محكمة تبرز من خلالها قضية القدس والمسجد الأقصى في كل احتفال عالمي، صغر أم كبر، وتكثف بها البرامج الإعلامية المختلفة حول مدينة القدس ومعاناة أهلها، وحول المسجد الأقصى والخطر المحدق به المتمثل في تدنيسه المستمر من قبل اليهود، وفي تفريغ الأحياء المحيطة به من سكانها المقدسيين، وفي حفر الأنفاق الذي لم يتوقف منذ سنوات، وأصبح خطره على المسجد المبارك متحققاً؛ حيث اقتربت تلك الأنفاق من الأرض الواقعة تحت البناء الأساسي للمسجد الأقصى، حتى أن المصلين يسمعون أصوات آلات الحفر، ويشعرون بها تحتهم مباشرة. حالة القدس ومسجدنا الأقصى تحتاج إلى تحرك عربي إسلامي سريع، ويا ليت أمتنا تستوعب تلك الصرخات المتواليات التي أطلقها الشيخ المجاهد رائد صلاح، ولا يزال يطلقها هو والشيخ عكرمة صبري وغيرهما من المقدسيين، الذين ينادون الأمة ليل نهار، يا ليت الأمة تستوعب وتستجيب، وتقوم بواجبها الذي ستسأل عنه أمام الله عزَّ وجلَّ. إشارة : وكم صورٍ على بعد نراها=مغبشة يوضحها اقتراب