وأنا أقرأ شكوى وزارة المياه، والتي تحمل فيها أمانة جدة مسؤولية تأخير مشروع الصرف الصحي - نشرتها صحيفة (عكاظ) الأسبوع الماضي – تساءلت عن دور المجلس المحلي الموجود في كل محافظة من محافظات المملكة ويتكون من مديري جميع الإدارات إضافة إلى مجموعة من المواطنين المعينين ويرأسه المحافظ، فهو نسخة شبيهة بمجلس المنطقة، وقد بحثت في موقع المركز الوطني للوثائق فلم أعثر على نظام المجالس المحلية، ولذا افترضت أن دوره ومسؤوليته شبيهة بدور ومسؤولية مجلس المنطقة مع فارق نطاق المسؤولية. نتابع بين الحين والاخر أخبار مجالس المناطق واجتماعاتها، وكذلك المجالس البلدية، اما المجالس المحلية فلا نكاد نلمس لها ذكرا ولا أثرا مع أنها أهم كثيرا من المجالس البلدية، فهذه الأخيرة لاتتجاوز صلاحياتها نطاق أعمال البلديات أما المجالس المحلية فصلاحياتها أوسع ومسؤوليتها أشمل فالمجلس المحلي معني بكل شؤون المحافظة وكل خدماتها ومنها بطبيعة الحال مراقبة المشاريع وحل المشكلات التي تطرأ بين إدارتين أو أكثر مثل هذه المشكله التي تعلنها وزارة المياه بعد أن تعطل المشروع ثلاث سنوات، والسؤال الطبيعي هنا هو أين المجلس المحلي وهل طرحت عليه المشكلة في حينها أم لا؟ إنني هنا أسأل لأنني لاأعلم، ولست بهذا السؤال مشككا في دور وأهمية المجالس المحلية فقد تكون كلها أو بعضها تعمل بنشاط ولكنها لاتعلن، فإن كانت كذلك فإن المرجو منها أن تعلن اجتماعاتها وتوضح أدوارها إذ من حق المواطن في كل محافظة أن يعرف نشاط مجلسها المحلي، الذي لايعلمون عنه شيئا إلا عند إعلان أسماء أعضائه المعينين كل أربع سنوات ثم لاشيء بعد ذلك، فماهو السر، وأين الخلل؟ إن من الملاحظ في بعض المحافظات نشاط أعضاء المجلس البلدي ومحاولاتهم المستمرة في إبراز مايفعلون، ولعل السبب في ذلك يعود الى أنهم منتخبون ويشعرون بمسؤولية نحو المواطنين الذين انتخبوهم، ولهذا أتصور أن انتخاب أعضاء المجالس المحلية الذين يجري تعيينهم حاليا بنفس طريقة انتخاب المجالس البلدية، سيكون أكثر فعالية في تحريك هذه المجالس بصورة أفضل لخدمة التنمية في كافة فروعها، وقد تفضي هذه التجربة إلى الاستغناء نهائيا عن المجالس البلدية، لأن المجالس المحلية كما هو معروف أهم وأشمل.