عندما تطغى على أي رئيس نادٍ فلسفة الظهور على وسائل الإعلام وبدرجة المبالغة ويغيب العمل وتتلاشى النتائج فهذا دليل على أن الشق أكبر من الرقعة وأن الجرح أكبر من الضماد. في الأهلي الذي دائماً ما يثير التساؤلات كونه كيانا كبيرا لم نجد مع إدارته أكثر من المسكنات، ما عدا هذه المسكنات فالحلول التي يحتاجها الفريق الأول تحديداً لازالت في غياهب المجهول. بالأمس تمعنت في تصريحات العنقري وتفحصتها حرفاً وعبارة فخرجت مجدداً ومعي الشاهد والبرهان على أن مهمة إدارة شؤون الأهلي مهنياً وفكرياً ورياضياً منحت لمن ليس مؤهلاً لها. الكل أجمع على أن موسكيرا مقلب وأن العماني أحمد كانوا متواضع هكذا هي الصيغة التي أجمع عليها الكاتب والمحلل والخبير، أما العنقري فالقناعة مغايرة، فالدفاع الذي كبد الأهلي مرارة الخسائر بأخطاء بدائية يمثل في نظره المبدع والموهوب والمحترف الجيد، وكانوا الذي لم يستفد منه الفريق كذلك لا يزال في نظر الإدارة صفقة جيدة ليس بالإمكان التنازل عنها، والمدرب الذي امتهن السمسرة هو أيضاً فكرة لم يحن الوقت لإلغائها، كل ذلك دليل على أن الأهلي إدارياً ومع هذا الرئيس مع الاحترام الشديد لشخصه يدور في حلقة مفرغة، وعندما أقول مفرغة فالسبب في هذا القول ماثل في عدم القدرة الجادة على التصحيح أو القدرة في اتخاذ قرارات احترافية مغايرة كلياً عما نحن نشاهده اليوم. محترفو الأهلي مقالب والكارثة ليست في هؤلاء الذين أجمعنا على إخفاقهم وإنما الكارثة في الإصرار الإداري والمكابرة على كانوا وموسكيرا. على إدارة الأهلي من الرئيس إلى أصغر عضو مسؤولية تحتم عليهم الانصياع لمطالب جماهيرهم من خلال قرارات سليمة، أما الارتهان للعشوائية والأفق الضيق فهذا لن يجدي نفعاً للفريق الأهلاوي الذي يحتاج لمحترفين متميزين قادرين على تقديم الإضافة الفنية المطلوبة. كإعلام ليس بيننا وبين إدارة الأهلي (مشكلة) فالود الشخصي قائم لكن من باب الحرص على هذا الكيان العملاق نحن نتطلع إلى خطوات إيجابية وقرارات صارمة ونتائج ملموسة على أرض الميدان وهذا في مجمله لن يتحقق إلا بالعمل، فهل العمل المطلوب لازال بالإمكان على هذه الإدارة تحقيقه؟ الإجابة مملوكة لمن هم في قمة الهرم الإداري الأهلاوي كونهم المعنيين بذلك فإما أن يمتلكوا الشجاعة والاعتراف بالخطأ الذي كبد الأهلي هذا الموسم الكثير، وإما أن تستمر المكابرة وعندها تزداد المعاناة ويصبح الأهلي مثقلاً بأرقام الخسارة وهذا بالطبع مالا نتمناه لكيان يمتلك التاريخ ويمتلك الإنجازات ويمتلك الجماهيرية. الأهلي باختصار في انتظار القرار الشجاع إدارياً وفنياً والجمهور الذي تعلق بشعاره حباً يحتاج للفرح فهل يستوعب هؤلاء ماذا يعني الفرح للأهلاويين؟ أتمنى ذلك لكنني أشك طالماً أن المهمة الإدارية منحت لمن ليسوا بأهل لها وسلامتكم!!