أجرى باحثون في جامعة أولستر ulster البريطانية بحثًا شارك فيه 571 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 17 و25 سنة، سئلوا عن بعض جوانب حياتهم، فكانت النتيجة أكثر من رائعة، إذ تؤكد أهمية وجود الأخت في البيت، فقد أكّد معظم المشاركين أن الحياة في بيت يضم أخوات هي أكثر سعادة وتوازنًا. وهل يريد المرء لمشاعره إلا السعادة والتوازن؟! أما تبرير ذلك حسب رأي المشاركين فمرده إلى أن البنات يساعدن على انفتاح العائلة وحثها على مناقشة مشاعر أفرادها تجاه بعضهم البعض، ويقولون إن أثر الأخوات يبدو واضحًا بعد وقوع أحداث عائلية محبطة مثل الطلاق، أو صادمة كحوادث الموت المفاجئ. البنات باختصار يزرعن في البيت جوًا يسمح بالتعبير العاطفي عن الآلام والآمال والمشاعر، وهذا التعبير مهم جدًا لصحة نفسية جيدة. وعلى عكس البنات، يحاول الأبناء إخفاء المشكلات وكبت المشاعر، وهي مشكلة تستدعي التعامل بحذر مع العائلة التي يكثر فيها الأولاد. ويقول الباحث الرئيس البرفسور توني كاسيدي: (يبدو أن الأخوات يشجعن على اتصالات أكثر انفتاحًا وعلى ترابط أكثر في العائلة). ويضيف «إن الكثير من المشاركين في الاستبيان عاشوا في عوائل انفصل أبواها، وكان تأثير الأخوات فيها أشد وضوحا في مثل هذه الحالات الصعبة». الدرس هنا يشدد على أهمية الأنثى في البيت أختًا وأمًا، وهو درس بليغ للشباب خاصة إن انظروا لوجود الأخت على أنه نعمة كبيرة وفضل عظيم، فهن بحسب طبيعتهن يرطبن جفاف الحياة ويضفين عليها من الهدوء والسكينة واللطف ما لا يشعر به الأخ لطول العشرة وكثرة الألفة، ولو اختفت من البيت أخواته لأدرك مدى الحاجة إليهن ولافتقد تلك الروح اللطيفة الحبيبة التي تظلل البيت فتجعل منه واحة حب ومودة وسلام. وفي ثقافتنا المسلمة نلخص كل تلك المعاني الجميلة في كلمة (تراحم). وهذا التراحم يستمر قويا حتى بعد وفاة الوالدين في ظل أخوات كريمات حبيبات، وهو ما أشعر به شخصيا، وأحسبه كذلك بالنسبة لكثير غيري. الأخت نعمة لا يفتقدها إلاّ من حُرم منها، فقدّرها حق قدرها أيها الجاحد لفضلها.