تؤدي النجمة المتألقة سميرة أحمد دور (حصة) في المسلسل الإماراتي الجديد (الدريشة) وهي الأخت الكبرى التي عادت إلى بيت والدها مطلقة، مما جعلها موضع شك وشبهة من المجتمع ومن نفسها، هذا الشك الذي يطاردها ويقض مضجعها، ويجعل من حياتها صعبة وعسيرة، وفي الواقع فإن كل عمل تشارك فيه هذه الفنانة المخضرمة تضيف إليه سحر شخصيتها، وبصمتها المميزة، ومنذ العام 1977 وهي تتربع على عرش الفن الإماراتي، وتنتزع الجوائز المحلية والعربية والتي كان آخرها المركز الأول في مهرجان المسرح في الأردن، عن أصداء المسلسل الإماراتي (الدريشة) الذي يشارك في طبخه بعض نجوم الخليج، وعن أمور أخرى كان هذا اللقاء مع الفنانة سميرة أحمد : ٭ ما المشاعر التي تسيطر على نموذج (حصة) في مسلسل (الدريشة)؟ - طبعاً أنا أؤدي دور (حصة) بعد طلاقها من زوجها، حيث رجعت لبيت والدها، وبدأت تتحمل مع أبيها وأخيها عبء الأخوات الباقيات، وهي تعيش في هذه الحالة في ظلم أكبر من الظلم السابق الذي كانت فيه مع زوجها، وتدخل في دوامة المطلقة المحاصرة من المجتمع والبيت وحتى من نفسها، لكونها صارت أيضاً رقيباً حتى على نفسها، طبعاً سنها لا يسمح لها أن تخطىء، ولا وضعها، لقد وضعت في مكان تشك فيه بنفسها من خلال تحكم الأخ فيها. ٭ أليس هذا نموذجا سلبيا للمرأة؟ - المجتمع هو الذي يحاصر المرأة الطيبة، ويحد من قدرتها على الاختيار، ويوجه لها التهم جزافاً، وهذه النظرة الفوقية من قبل بعض الجهلة هي التي تجعل من المرأة مذعورة، كما تؤدي إلى خلق مشاكل اجتماعية، وفي اعتقادي أن نموذج (حصة) المتفانية جداً مع أخواتها، وأولاد عمها، والمتسامحة إلى أبعد حدود التسامح، هو نموذج نادر في هذا الزمن، وشاذ عن القاعدة. ٭ أتعجبك المرأة القوية؟ - إن لم تكن المرأة قوية فإنها ستفقد كرامتها، وتضيع حقوقها، وقد خلق الله تعالى المرأة قوية، مصممة على الحياة، وعطاؤها لا حدود له، وهي تتحمل المسؤولية الكبيرة، المرأة خلقت قوية، وليست ضعيفة، والناس الذين لا يمتلكون الثقة بأنفسهم، يعتقدون أن المرأة مهزوزة الشخصية، ضعيفة، ويتعاملون معها على هذا الأساس، وفي ايامنا هذه ينبغي أن تكون المرأة لبؤة حتى لا تضيع، ولا يضيع حقها، وأولادها، وأهدافها النبيلة في الحياة، لأن المرأة لها أهداف غريزية كالبيت والأسرة. ٭ هل أنت متفائلة في نجاح المسلسل الجديد؟ - أكيد، هناك بوادر نجاح لهذا العمل سواء على مستوى النص، أو الإخراج، أو الإنتاج، أو النجوم الذين يشاركون فيه. ٭ ماذا يقدم هذا الخليط الخليجي للعمل؟ - يحقق الهدف الذي نسعى إليه وهو التواجد الخليجي، حيث نتبادل التجربة والخبرة، وهذا التجمع بحد ذاته لله قيمة، فنحن نجسد انتماءنا الخليجي. ٭ لماذا لا تشاركين في أعمال خليجية، وتسافرين كغيرك من الفنانات إلى الكويت؟ - كان لي مشاركات عديدة مع فنانين خليجيين قبل تكوين الأسرة، كان لي عمل مع عبدالعزيز جاسم وحياة الفهد لكنني اعتذرت بسبب ظروف سفري مع أولادي، وسبق أن اشتغلت مع الفنانة سعاد عبدالله، والفنانة حياة الفهد، وخالد النفيسي، وعبدالرحمن العقل في بداياتي، ولي تجربة أحسد عليها، منذ بداية انضمامي لمجال الفن في العام 1977. ٭ لماذا لا تشاركين في جميع أيام الشارقة المسرحية؟ - كحضور أكون متواجدة دائماً، لكن كمشاركة، فإنني للأسف الشديد لا أعثر على النص الذي يضيف لي شيئاً جديداً على نطاق الكيف. ٭ كيف يمكن حل إشكالية عدم وجود النص؟ - هناك بعض النصوص الجيدة، وقد شاركت في (ليلة زفاف) تأليف سالم الحتاوي، و (لحظات منسية) تأليف الدكتور حبيب غلوم، والكتاب الإماراتيون مجتهدون في توفير النصوص المسرحية. ٭ ما رأيك في الدورة الأخيرة لأيام الشارقة المسرحية، البعض يعتبرها ضعيفة؟ - لا نستطيع الحكم على أي دورة بأنها ضعيفة، التجارب تختلف، من حيث المخرجين، والممثلين، والنصوص، ولكل دورة طابع مميز. ٭ لماذا لا تحاولين إخراج بعض الأعمال الفنية؟ - رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، أحب أن أكون ممثلة، أكثر من مخرجة. ٭ لك تجربة عريقة في المسرح والتلفزيون.. أيهما تفضلين؟ - النص هو الذي يحكم، وبالتالي يشجعني على العمل سواء في المسرح أو التلفزيون، وكما أسلفت هل أستطيع أن أضيف شخصية جديدة لرصيدي الفني. ٭ هل تعتقدين أنك في مأزق بما أنك وصلت إلى درجة النجومية؟ - أدرس ما يعرض علي بدقة، وإذا لم أتمكن من الحضور والابتكار والتجديد أعتذر. ٭ ماذا تعني لك الجائزة؟ - أكون فخورة بها، وتزيدني احتراماً وارتباطاً بالفن ورسالته السامية. ٭ متى تكونين في أحسن حالاتك؟ - حين أعيش لحظات فرح وسعادة مع أولادي وأسرتي؟ ٭ هل أسميت ابنك أحمد تيمناً باسم والدك؟ - نعم، كل فتاة بأبيها معجبة. ٭ ألا تشعرين بالإحباط والملل بعد أن أمضيت سنوات طويلة في المجال الفني؟ - أحياناً أكون محبطة، ليس لأنني مللت العمل في هذا المجال، ولكن الإحباط يأتي من قلة التقدير للفنان، وعدم الثقة به. ٭ هل تتعرضين لمثل هذه المواقف؟ - أي فنان إماراتي يمر بهذا الإحساس يصاب بنوع من الإحباط، وليست سميرة أحمد. ٭ ماذا أثمر صبر الفنان في الإمارات وتضحياته؟ - أثمر عن وجود فن رفيع هادف، وتقديم صورة جميلة للإمارات عبر المشاركات الفنية والثقافية سواء داخل الدولة أو خارجها، الفن بجميع ألوانه في المسرح والتلفزيون والسينما والفن التشكيلي والتصوير والخط، حيث نقابل كبار الفنانين والمخرجين في العالم، وتقام على أرض الإمارات التظاهرات الثقافية مما جعل من الشارقة عاصمة عربية للثقافة.