المتابع لنشاط جامعة الملك سعود يرى أنها تسابق الزمن لاستدراك ما فاتها من فرص على مدى عقود كان يمكن لها أن تحتل فيها منزلتها في التعليم العالي على مستويات عالمية. ليس الترتيب العالمي الذي تناله إلا الشكل فقط، أما المضمون فهو البرامج الحقيقية التي تضعها قيادة الجامعة لتعزيز مكانتها من خلال إعادة تأهيل الأستاذ الجامعي وحصوله على الرخصة أو يذهب إلى إحدى الجامعات الناشئة!! هذا يهدف إلى أن يكون الطالب والطالبة الذي يتخرج في الجامعة مؤهلا للعمل وقادرا على أن يجد لنفسه مكانا في سوق العمل؛ لأن لديه من المعرفة ومن العلم ما ينافس به. بل إن بعضهم ربما يكون قادرا من خلال بناء سليم على أن يعد لنفسه هذا وهو على مقاعد الدراسة في التعليم الجامعي أو ما فوق الجامعي. لكن مهمة الجامعة ليست سهلة في ظل قبول الجامعات ل (92 في المائة) من خريجي الثانويات كما صرح بذلك وزير التعليم العالي؛ لأن كثيرين من هؤلاء ليسوا مؤهلين للتعليم العالي. كما أن المهمة ليست سهلة لأن التعليم العام يعاني من تغليب التلقين على التفكير والتعليم على التعلم والفوضى على التربية، وهي أمراض تؤدي إلى شيخوخة سلوكية وعقلية مبكرة. خطوات هذه الجامعة تثير الإعجاب وهي كذلك؛ لأن لها قائدا له رؤيته وله مداه التنافسي الذي لا شك أن في مداره جامعات النباتات المتسلقة لا الأوهام المتسلقة، ولأنه أرتقى بمعايير التعليم الجامعي وبما يتوقعه الناس من هذا التعليم وذلك في حد ذاته إنجاز عظيم. ليس للتألق حدود إذا ما أتيح لصاحب الرؤية أن يمارس أحلامه من أجل واقع أجمل.