من يتجاوز دوره كلاعب ويتحول إلى (قبضاي) يضرب هنا ويرفس هناك يجب أن يردع حتى وإن وصلت درجة هذا الردع إلى ما هو أقسى من الخصم فهذا ضرورة طالما أن الهدف هو الاستقرار. فاللاعب هو حلقة الوصل بين النجاح ونقيضه إن التزم بدوره نال الثناء أما إذا ما تجاوز هذا الدور بدور يخالف المألوف وعلى طريقة إبراهيم هزازي فالحل الماثل هو العقاب الرادع حتى لا تصبح مثل تلك التصرفات الهوجاء مقدمة يسلك طريقها البقية من ياسر المسيليم إلى مالك معاذ وعندها يصبح الأهلي بلا هوية. الضبط والربط في الأهلي مطلب وغاية وهدف وإذا اعتقد الهزازي بأنه (نجم) فعليه أن يقدم مهر هذه النجومية بما يخدم الفريق داخل الميدان لا أن يتحول إلى قبضاي أو ينهج نهج أولئك البدائيين الذين لا تروق لهم كرة القدم إلا عندما يمارسون الشتم باللسان والضرب الموجع بالكف والمرفق والذراع. الأهلي دائماً ما يؤسس لأعمال جميلة تحكي روعة صانعها وتحكي أيضاً قصة وعي هي على امتداد الزمان والمكان ديدن وشعار كل الأهلاويين فلماذا كل هذا الفهم بات بالنسبة لإبراهيم ومن قبله وليد عبدربه فهماً يصعب التجاوب معه؟ لن أجيب على سؤال من هذا النوع ولن أهتم بردة فعل المختلفين حول علامة الاستفهام فيه لكنني ببساطة أقول الأهلي ولكي يحافظ على كل المكتسبات الفنية التي صيغت بفكر الأمير الرائع والرمز الكبير خالد بن عبدالله إلى أن أصبحت من العناوين البارزة التي يتحدث عنها الناس بلغة الإعجاب فما على إدارة الكرة المشرفة سوى استخدام (القوة) تجاه كل نجم لا يمتثل لواجباته ولا لمهمته ففي هذا التوجه تحديداً سيجد الأهلي كامل حظوظه في المنافسة وعندما أقول المنافسة فهذا لقناعتي بأن المنافسة على الألقاب أياً كانت محلية أم خارجية لن تتحقق بالعشوائية واللكم والرفس وإنما بمهنية احترافية من اللاعب ومن المدرب ومن كل عضو يمثل دور الإدارة. قبل سنوات تعاملنا مع تصرفات قائد الأهلي آنذاك بشيء من العاطفة فاللاعب يخطئ والحسيب والرقيب غائب فماذا كانت النتيجة سوى أن الأهلي خارج (المنافسة) واليوم يبدو أن تلك المهمة التي (بنى) من خلالها حسين جماهيريته الطاغية هي من استهوت الهزازي ووليد عبدربه لأن يسلكا مسلكهما ليس بحثاً عن نجاح فريق وإنما بحثاً عن نجاح ذات. هذا الذي يبدو واضحاً وجلياً أما الذي يبدو أكثر وضوحاً فهو الإسراع في ردع المخطئ حفاظاً على مسيرة فريق الكل في انتظار عودته حاملاً للدوري وهذا إن دل فإنما يدل على أن أهلي اليوم يختلف عن أهلي الأمس وسر الاختلاف هنا في قوة المعاقبة وقوة المحاسبة. وسلامتكم.