لايكاد يمر يوم، إلاّ وتنشب مشكلة بين الهلال والنصر، وكأن هناك من يتعمد إثارة الزوابع بين الناديين، وآخرها مطالبة النصراويين بسحب لقب أفضل لاعب، من لاعب الهلال أحمد الفريدي الذي فاز به في تصويت الجماهير في نهاية مباريات الجولة الماضية من دوري زين للمحترفين، بحجة أن اللاعب حصل على بطاقة صفراء في لقاء الديربي الأخير. هذه القضايا المفتعلة، التي يمكن أن أصفها بقضايا القرن التي لاتنتهي بين الناديين لايمكن أن تعزز التنافس الرياضي الشريف الذي ننادي به، وإنما تسهم في تباعد أي وفاق أو اتفاق بينهما، فما الذي يستفيده النصر من ملاحقة الهلال في جوائز ومراكز، أو ألقاب نالها، وما الذي سيضيفه الهلال لتاريخه، لو أنه قلل من بطولة نصراوية، أو جائزة أو لقب. ولو أن الإدارتين النصراوية والهلالية لم تسايرا بعض الإعلاميين والصفحات الرياضية، وبعض المنتديات المتعصبة، لما رأينا من يشكك في لقب ماجد، أو حصول الهلال على لقب نادي القرن حتى وإن تحفظنا على هذه الألقاب ، لكننا يجب أن نكون رياضيين مثاليين، كون هذه الألقاب تجير للكرة السعودية، ولنجومها. قد نختلف على مصادر هذه الألقاب، ولكنها في نهاية الأمر تسجل باسم الوطن، فإن كان الهلال قد فاز بلقب نادي القرن، فقد ارتبط بالنصر لقب \"العالمي\" من قبل، على اعتبار أنه شارك في أول بطولة لأندية العالم التي استضافتها البرازيل. ربما نختلف على من هو صاحب أكثر جمهور بين الأندية المحلية، وسأختلف أكثر مع شركة زغبي، ولكننا متفقون على أن الأندية الأربعة الكبيرة، تتساوى في عدد الجمهور، وليس هناك من يتفوق على الآخر، حتى يأتي من يؤكد لنا بأسلوب علمي دقيق يعتمد على الإحصاء والمسح للمنازل والمدارس والجامعات، وانتظروا إني معكم من المنتظرين. ما أتمناه أن تهتم أنديتنا بثقافة إدارييها ولاعبيها، كاهتمامها بالألقاب وتحقيق الفوز في مباراة من ثلاث نقاط، ولا أرى مايمنع من انخراط بعض رؤساء الأندية في دورات تساعدهم على حسن التعامل والتصرف في الأوقات الصعبة، أو عندما يتطلب الأمر أن يكون رئيس النادي هو أول من يقول الحقيقة. في لقاء الشباب والأهلي الأخير، شاهد كل من كان في الملعب، ومن تابع المباراة خلف الشاشة، ماحدث من لاعب الشباب ومهاجمه الدولي ناصر الشمراني تجاه زميله في فريق الأهلي، محمد مسعد، في حركة تدعو للشفقة على هذا اللاعب الذي لم تزده الشهرة إلاّ تهوراً وسوء تصرف. وما أكثر أخطاء ناصر الشمراني، وللأسف أن هذه الأخطاء والتصرفات المتكررة، تمر مرور الكرام على لجنة الانضباط، وعلى مراقب المباراة، وعلى اتحاد كرة القدم كجهة مسؤولة عن حماية اللاعبين، والمؤسف أن هناك من يشجع هذا اللاعب على كل مايقوم به لأنه يسجل وهذا هو الأهم عندهم، وإذا أردتم أن تتأكدوا فعليكم بالعودة إلى تصريح البلطان. أمام الشباب قدم الأهلي شوطاً مثالياً، أعاد للأذهان مستوى أهلي زمان، ولكنه لم يوفق في التسجيل، سأبقى في ذلك الشوط الذي \"تحجّم\" فيه الشباب، وضاعت حيلته في مواجهة إعصار فرقة الرعب العائدة من جديد، ولو لعب فريق الأهلي كل مبارياته كما كان في شوط مباراته الأول أمام الشباب، فلن يقف فريق في وجهه. وكما يقول المثل \" الزين ما يكمل \"، فقد تراجع الأهلي في الشوط الثاني، وهو تراجع غير مبرر، يقول مسؤولو الفريق إنه جاء لعدم تطبيق اللاعبين ما طلبه منهم المدرب، وأرى هذا التبرير غير مقبول، لأنك فريق محترف، ولايمكن أن تبقى مدافعاً طوال شوط كامل، وأمام فريق كان يدافع أمامك في الحصة الأولى.