عيدان عظيمان في الإسلام يأتيان بعد أداء فريضتين من الفرائض تشكل كل واحدة منهما ركنا من أركان الدين: الصيام والحج . هاتان الشعيرتان يتم أداؤهما في نفس الزمان وعلى مستوى الأمة كلها على كل صعيد من الأرض كلها. وتأتي الهدية الربانية عيد الفطر وعيد الأضحى في ختام كل منهما احتفاء بهذا الإنجاز وإعلانا للتغلب على حظوظ النفس وحظوظ الشيطان وإعلاء لكلمة الله في القلوب والأوطان. هذه الكلمة هي «الله أكبر» في عيد الفطر حتى أداء صلاة العيد، وفي عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق التشريق التي تشكل جزءا رئيسا من شعيرة الحج. حقا.. الله أكبر وقد هدى المسلم وأعانه على أن يحرم نفسه مما تحب في نهار رمضان وذهب لياليه سابحا في سماوات الذكر والدعاء والمناجاة. والأمر كذلك لأولئك الذين جاهدوا أنفسهم وخرجوا من ديارهم وأهلهم إلى البقاع المقدسة إحياء لسنة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وآزرهم إخوانهم في بقاع الأرض باستلهام شعيرة الفداء. وصدق الله القائل: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون، وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).. حقا إنها الهدية عقب كل شعيرة بإعلان الفرحة ونشر البهجة وإشاعة السرور حتى يعلم الجميع أن في ديننا فسحة أو إنني بعثت بحنيفية سمحة كما قال عليه الصلاة والسلام.