رقم يبدو ل(البعض) كبيرا.. ل(الذين) يعرفون حجم جبل (شمرخ)، يرون انه رقم صغير.. ل(آخرين) في صحراء أريزونا، يرونه لا شيء.. في الهند، يضحكون عليه.. حكماء الصين، يعتقدون أن مجرد الحديث عنه مضيعة ل(الوقت).. رقم كبير، ل(الذين) لا يعرفون لغة الأرقام.. لا يدركون أن هناك أصحاب ملايين في العالم الفقير، يفوق عدد أبقار أمريكا، التي (حشرناها) في البطون.. دون أن نعلم أنه كان على رأسها (كبوس).. أنسجتها تزيد من مساحة العقل العربي، ل(تقبل) مبررات الغزو على العراق.. وأيضا تقبل أرقام القتلى والنازحين.. ليس في العراق وحدها.. لكن في عدة أركان من الدنيا العربية.. (44) مليون طن.. ليس رقما جديدا، ل(كبسة) عربية.. يسعى البعض لتسجيلها رقما عالميا جديدا، في كتاب المهازل العربية، ب(عنوان) : [تفرج وشوف].. رقم، يذكر كاتبكم ب(دابة) في قريته.. أيام الحصى خبز.. يسمونها أم (44).. لم أشاهدها في حياتي.. لكن أمرها منتشر، مع حزمة من أسماء الجن والعفاريت.. الأشهر كانت (السعلية).. دابة يدعون أنها تخطف الأطفال.. عندما نسأل الكبار عن مكانها يقولون : في قعر البئر.. كبرت.. أصبحت دكتورا ب(قرون) علمية.. يخرج منها دخان شيشة عدني.. لكن بدون قرون مادية تساعد على التلميع.. كنتيجة.. أجد نفسي أكاديميا خاسرا على جميع الجبهات.. مع هذا الرقم بقيت شهادتي علامة في طوابير المحتاجين أمام البنوك، تستدين ثم تسدد.. هكذا دواليك، عبر السنين.. ظل كاتبكم يتذكر (السعلية) أمام أبواب البنوك.. خاصة عندما يشاهد العجب حتى في التعامل.. حينها أدركت أن (شيبان) أيام زمان.. كانوا يسعون إلى إدخال الرعب في نفوسنا ك(أطفال).. حتى نبتعد عن الآبار المكشوفة.. لكي لا (نطيح) في جوفها ونغرق.. أصبحنا (شيبانا)، لكن مما نحذر هذه الأجيال؟!.. المهمة صعبة.. البركة في شيوخ العالم المتحضر.. يفسرون ل(العرب) الأشياء، ل(التخويف) والترهيب.. إلا من البنوك.. كان الآباء.. يحافظون علينا ك(أطفال).. ب(كذبة) بيضاء نزيهة.. وحكاية خضراء مسلية.. ورواية حمراء غير قاتلة.. وصل بهم الأمر.. إلى حد القول : من يتبول في الطريق.. ينقطع إصبع رجله.. بقينا نحافظ على هذه الإصبع.. حتى لا نحرم من القبول في العسكرية.. ليت أمريكا تعرف ذلك، وتخاف على إصبع رجلها في الطرقات العربية.. (44) مليون طن.. قبل معرفته، كان العرب في بيئات لها جذور داخل جيناتهم.. أصبحت جزءا من كرامتهم.. حتى ملامح الوجه، أصبحت جزءا من البيئة.. كنتيجة، أصبحت الأنوف الكبيرة تميز العرب.. ذلك ل(مواجهة) اللهث والمشاكل التي تقطع النفس.. يسعفهم الأنف الكبير.. ب(أخذ) كمية كبيرة من الهواء النقي.. مع كل مصيبة تنساق عليهم ظهيرة.. (44) مليون طن.. لا تمثل وزن الجمال النافقة عند العرب.. لا تمثل أكوام النخيل التي أبادتها الأيدي العربية، ل(زيادة) مساحة ميادين القتال.. أو ل(محاربة) السوسة الحمراء.. ليست رقما في دفاتر خسائر الحروب ضد العرب.. ليست زيادة في معونات المخيمات الفلسطينية.. ليست ميزانية بحث عن المياه الجوفية الناضبة عند العرب.. لكنه رقم لا ترى مادته ب(العين) العربية المجردة.. نعرف من مناهج المدارس العربية التي تفسر لنا الأشياء.. أن هناك مواد صلبة، وهناك مواد سائلة، وهناك مواد غازية.. عندها نستطيع أن نعطي ل(الأشياء) بعدا في الذاكرة العربية المخروقة.. ل(نعرف) أن الرصاص مادة صلبة.. وأيضا الثلج.. اخترعوا ل(العرب) النظرية النسبية.. ل(إثبات) أن هناك فرقا نسبيا .. ليس كل المواد الصلبة ب(نفس) درجة الصلابة.. ب(هذا) اوجدوا تفسيرا مقبولا ل(المواقف) العربية.. أوجدوا تفسيرا علميا.. اقنع العرب ب(أنهم) على حق عندما يختلفون، حتى في مواقفهم.. (44) مليون طن .. اترك لكم الإبحار في التخمينات.. لكن وعدا عربيا، ب(كشفه) في المقال القادم.. ضمن دوائر البحث عن نتائج حقيقة أن العرب اخترعوا الصفر.. دون أن يتسببوا في تلوث العقل الغربي.. لا يميزون (الأصفار)، أمام أرقام القتلى العرب.. يريدون عراق واحد .. عراق اثنين.. وعراق ثلاثة.. العرب يريدون عراق صفر.. لكن هناك 44 مليون طن.. هل يتم تصفيرها ؟!.. ويستمر المقال.