مع المقال السابق..يستمر الحديث عن السدود في المناطق الجافة.. بداية.. نتساءل.. عن الأسباب.. عن الوسائل.. التي مكنت الآباء من العيش في هذه البيئات؟!.. عن سر قدرتهم على الاستمرار.. جيلا بعد آخر.. في مناطق صحراوية شحيحة الماء؟!.. يمكن اختزال الجواب في عنصر التكيف.. الذي منحهم نجاح التعايش مع البيئة.. لم يعلنوا التحدي، والحرب، والتمرد.. استطاعوا توظيف مذكرة التفاهم مع البيئة.. تحولت إلى ناموس حياة.. هذا كل ما في الأمر.. التعايش الذي أتقنوه.. لم يكن عشوائيا.. أصبح نظاما ل(حياة).. أصبح أيضا نظاما ل(بيئة).. أصبح قانونا غير مكتوب.. الخروج عنه، في اغلب الأحوال، يعني الموت المحقق.. أساس نظام التعايش هذا, المهارات.. إنها حزم متعددة.. تراكمت عبر السنين.. وفي ظل قسوة البيئة، كان الاعتماد عليها ملزما.. كنتيجة، أصبح هناك مهارات محلية متعددة البيئات.. حققت نجاح العيش والاستمرار.. في هذه المناطق الجافة.. التنقيب عن تلك المهارات.. ضرورة.. ومازال ل(بعضها) شواهد وممارسات.. البحث عنها مطلب مهم.. تحتاج إلى تحديد ملامح، وتشخيص أبعاد.. مع ضرورة إعطاء تفسير علمي ل(تطبيقاتها).. أيضا تطويرها واستخدامها.. ونشرها في العالم.. ك(نموذج) ل(الإدارة) المائية في المناطق الجافة.. نحن أهلها، ليس هناك أفضل من أبناء هذه المناطق ل(القيام) بهذا الدور.. يقودنا الحديث في اتجاهات مختلفة.. ورغم أهميتها، نرجع إلى موضوع السدود.. نتساءل: هل أصبحت السدود موضة في العالم العربي؟.. يمكن أن تكون كذلك!.. لكن، ماذا عن بناء السدود في المملكة، وقد زاد عددها على (229) سدا؟!.. هناك المزيد من التوسع في نشرها.. في إطار الحديث.. هل تستنتجون أن كاتبكم يرى أن هذه السدود عديمة الفائدة.. ودخيلة أيضا على بيئاتنا الجافة.. وتشكل خطورة على مستقبل المياه الجوفية؟!.. التوسع في بناء السدود، يقود إلى أمر آخر.. وهو تعاملنا مع الماء.. التعامل هو الأهم.. تعامل يثير الغرابة.. يثير علامات التعجب.. الخلاصة، تناقض في تناقض.. هذا كل ما يستطيع كاتبكم قوله في هذه المرحلة من الكتابة.. هل نتعجب؟!.. في الوقت الذي يتم فيه إهدار المياه الجوفية وب(شكل) مضر.. نقوم ب(البحث) عن موارد أخرى جديدة.. تصرف يبعث على الكثير من التساؤلات التي لا تنتهي.. لماذا الدفع ب(الأشياء) نحو إهدار المياه.. خاصة على زراعة عشوائية معتمدة على أسعار الضمان؟!.. هل سمعتم عن امة تشتري العطش؟!.. ممارساتنا مع المياه تؤدي إلى تلك النتيجة.. كل شيء يدفع ب(المزيد) من إهدار المياه.. مزيد من الاجتهاد العشوائي.. النتيجة نضوب سريع.. النتيجة، انخفاض مستويات مناسيب المياه الجوفية.. من حقنا جميعا أن نتساءل: هل هناك خوف على مستقبل البلاد والعباد؟.. هناك ممارسات أخلت ب(التوازن).. هناك نتائج تهدد.. نهدر الماء، ثم في (المقابل)، نبحث.. وب(شكل) جنوني.. عن المزيد من الموارد المائية.. كأننا وب(لهفة) نبني حلبات سباق نحو الجفاف.. نحو العطش.. هل مهمتنا تجفيف الموجود والبحث عن بديل؟!.. من حقنا البحث عن بدائل.. في ظل توفير الموجود وعدم المساس به في الوقت الحالي.. نتركه ل(الأجيال) القادمة.. نتركه ل(ظروف) قاهرة.. عودة إلى السدود التي شغلت فكر كاتبكم.. هل تعتبر هذه السدود حلا مثاليا ل(تعويض) نقص المياه الجوفية؟ هل تقوم ب(دور) تحقيق تغذية المياه الجوفية على أي مدى؟!.. حتى الآن مازال كاتبكم ب(كامل) حماسه.. بعد، لم يتوقف الصوت.. لم يتم فقد الأمل.. رغم السنين الطويلة، ل(ظهور) دعوته ب(وضع) حد ل(بناء) السدود.. الهدف واضح.. الهدف ركيزة خير وبناء.. نشر الوعي، كان الأهم.. قدم كاتبكم البديل ل(هذه) السدود.. قدمها في أكثر من ندوة، ومؤتمر ومقال.. مع العلم، أن علماء سعوديين، لديهم الكثير من التحفظات العلمية، على بناء السدود.. حددوا.. شخصوا الكثير من المشاكل.. أنجزوا الكثير من الأبحاث ذات العلاقة.. لديهم نتائج بحوث علمية تدعم تحفظاتهم.. لكن كاتبكم كان الوحيد، الذي قدم لهم بديلا نابعا من البيئة.. بديلا يحقق الأهداف، التي تعجز السدود عن تحقيقها على المدى القصير، وأيضا المدى الطويل.. ويستمر المقال.