قضايا الوزن الزائد والبدانة، وما يدور في فلكهما من القضايا الصحية الشائكة التي لا يكاد يسلم مجتمع من أضرارها القريبة والبعيدة. ومع إيماننا بأن الآجال محتومة، والأعمار محسومة، إلاَّ أن من الحكمة الاسترشاد بما تقوله الأبحاث والدراسات، إن لم يكن دفعًا لموت مبكر، فعلى أقل حال طلبًا لحياة سعيدة سليمة من الأمراض والأزمات. وهذه آخر الدراسات التي أجراها أحد مراكز الأبحاث غير الربحية في مثلث الأبحاث في ولاية شمال كارولينا الأمريكية، والتي شملت 366 ألف شخص، ثم تحليل بياناتهم على فترة طويلة، وكان من أهم النتائج ما يلي: • عمومًا تتسبب زيادة الوزن في خسارة 95 مليون سنة من مجموع أعمار الأمريكيين، أي بمعدل يقارب ثلث سنة لكل شخص. • البدناء غير المدخنين الذين يزيد وزنهم بمقدار 30 رطلاً (12 كيلوجرامًا) أو أكثر عن المعدل المطلوب يقل معدل أعمارهم عن غيرهم بحوالى سنة أو أقل. • أصحاب الوزن الزائد (من غير البدناء) ممّن يزيد وزنهم بأقل من 12 كيلوجرامًا عن المعدل المطلوب لا تتأثر معدلات أعمارهم بهذه المشكلة. • البدناء جدًّا من المدخنين لا تزيد معدلات أعمارهم عن 60 سنة، في حين أن الأمريكي الطبيعي (غير المدخن) قد يعيش 81 سنة، أي بزيادة 21 سنة. وعليه فالثنائي الخطير هما البدانة المفرطة، والتدخين اللعين. وتقول أبحاث أخرى إن البدانة تكلّف الولاياتالمتحدة 147 مليار دولار، وهي ضعف التكلفة التي كانت لعقد مضى. وفي الوقت نفسه تشكل فاتورة البدانة 9.1% من كل المصاريف الطبية مرتفعة من 6.5% قبل عقد مضى. هذه الأرقام المفزعة هناك لا بد أن لها نظيرًا أشد هنا في المملكة، ففي الجملة لدينا من (مقصرات) الأعمار الشيء الكثير، بدءًا بحوادث المرور المروّعة، وانتهاء بالتلوّث بجميع أصنافه الظاهرة، والباطنة، مرورًا بانتشار التدخين وقلة ممارسة الرياضة، والعكوف على الفضائيات، ولا ننسى بالطبع المؤثرات النفسية السلبية مثل القلق، والتوتر، والضيق، والخوف على المستقبل، ومن المستقبل.