* لابد أن أفرادا، وجهات، تتساءل عن فلسفة كاتبكم في الحياة، بجانب (عثمان).. ورغم أن الموضوع خاص، فلا مانع من إجراء مقابلة مع نفسي عن هذه الفلسفة.. مقابلة تذكرني بتساؤل احد المشتغلين في الصحافة، لكاتبكم، وبتهكم: هل أجريت مقابلة مع نفسك؟!.. ترك سؤاله جرحا لم يندمل مع جراح الأمة العربية التي لا تتوقف.. * ظل كاتبكم يقارن بين نكسة (67) وفكر صاحب السؤال.. توصلت في النهاية إلى أن الفرد العربي يجري يوميا عشرات المقابلات مع نفسه، خاصة وقت النوم.. حيث التجلّي وعطاء الفكر في قمة توهجه.. كنتيجة، عند العرب، كلام الليل يمحوه النهار.. * يقول (عثمان): [أنا لا أعرف ما هي فلسفتك في الحياة].. ولماذا تعرف؟!.. ماذا يمكن أن تكون عليه فلسفتي في هذا العمر؟!.. وفيه رأيت الحق باطلا والباطل حقا.. هل من سوء الحظ، أن كاتبكم ولد في الوقت الذي كان فيه (عثمان) عامل نظافة؟!.. * دعوني أقتحم أودية محجوبة من مجلس الأمن وملاحقه.. كان لي فلسفة لا تخرج عن فلسفة (كيسنجر) مع تلقيه تكريم (السادات).. دعاه لرؤية رقص الست (نجوى)، على أنغام موسيقى التطبيع في قاهرة العرب.. أكيد، كان الهدف وداع الفقر العربي، والابتعاد عن اتخاذ القبور مساكن للشباب العاطل.. * السيد (كيسنجر) لم يشاهد الرقص وحده.. شاهد أجزاء من فلسفة جسم الأمة العربية.. شاهد جزءا من فلسفة مفاتن جسم يخص العرب.. هل كان هذا جزءا من إغراء الشباب بالانفتاح؟!.. * نفخ (كيسنجر) في الهواء المحيط بالجسم العربي.. نفخ أشياء لم يذكرها السرد العربي.. لكن الأجيال العربية تتمتع بشم نسيمها النادر المستمر كفلسفة حياة، لبطالة لا يتوقف عطاءها، وتحرشها بالشباب.. * الفلسفة لها أحراش.. لها جنّات توحي بالعيش الرغيد.. كانت الست (نجوى) تتحكم في فلسفتي في الحياة عندما كنت شابا.. أوقدت جمر حماسي للحياة بالأسود والأبيض، مع تلفزيون القناة (2 و 13) الظهران.. ورغم أن كاتبكم من أنصار (فريد شوقي)، إلا أن (إسماعيل يسن) كان خرافة ذلك العهد.. كان يرقص بثغره.. والست (نجوى) ترقص بأشياء أخرى.. ثغرها كان مبتسما للأمل العربي الذي يحمله الشباب.. وكنت منهم.. * استمر عطائي الفلسفي إلى أن كتبت مقارنة بين (الحمار والكمبيوتر) مع نهاية القرن الماضي.. تم نشرها في أكثر من مجلة وجريدة.. هل تعرفون من انتصر؟!.. * فلسفتي كانت تمثل مقطعا تاريخيا، من قصة النضال العربي، في حدائق الحيوانات، حيث نتألم من حال الحيوانات، وهي في الأسر العربي.. * لم أتوقف عند فلسفة معينة يا (عثمان).. لكني اشتركت أيضا في نادي الحمير في بريطانيا العظمى.. وتم تزويدي بكتيبات عن الحمير، منافعها وأمراضها وأنواعها.. لكن غضبت عندما تم رفض طلبي بالانضمام لنادي الشاي، بحجة أن أصل كاتبكم ليس بريطانيا.. ليست عنصرية، أدركوا أن فلسفة الذوق تختلف.. * عرفت لاحقا أن هناك فرقا بين الشاي وبين (الفريقة).. وهي شراب مشهور في بلاد غامد وزهران.. سعيت لنشر (الفريقة) كثقافة من خلال نادي الشاي الذي حجب عني العضوية.. اليوم، يمكن للشباب العاطل إعادة تصنيع (الفريقة) وبيعها على الطرقات السريعة كجزء من فلسفة الأعمال الشريفة للشباب.. * بقيت (أتمرجح) من فلسفة إلى أخرى، ومازلت.. وجدت (التمرجح) فلسفة حياة يمارسها العرب.. معك، وغدا ضدك.. اليوم رأي، وغدا آخر.. لكن الشباب برأي حتى يشيخ.. عندها يدركون أن الأمر متأخر لعمل شيء.. ويبدأ (التمرجح) على ذكريات الماضي كفلسفة، كما يفعلها العرب.. * نخوض في متاهات فلسفة كاتبكم في الحياة.. أرجو أن يكون (عثمان) قد توصل إلى معرفة نسيج خيوطها.. بالتأكيد لكل فرد فلسفة؟!.. لكن هل تعرفون معناها؟!.. * عندما أقول هذه فلسفتي في الحياة.. ماذا أعني؟!.. وماذا تعنون انتم عندما تقولون ذلك؟!.. هي منهج الحياة.. كنتيجة، فلسفة كاتبكم في الحياة زاهية، زاخرة بالمبادئ والقيم، تحت ظل القانون، والدين ومكارم الأخلاق.. ومنها احترام الشباب والإيمان بقدراته.. ولكن البكاء جزء من فلسفتي الكبرى كعربي.. ويستمر المقال.