يحتفل العدو الصهيوني في هذه الأيام بمرور ستين عاماً على ارتكابه الجرائم المتكررة ضد الفلسطينيين شعباً ووطنناً، في جو من التباهي والغطرسة وفقدان الإحساس بالذنب تجاه أفعاله الإجرامية. وفي هذه المناسبة (15 مايو/2008م) تتوج الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية الأفعال الإجرامية بالمباركة والمشاركة في الابتهاج بنكبة وطن وتشريد سكانه وارتكاب جرائم القتل المنظم الذي لايستثني أحداً. وفي هذه المناسبة المتمثلة في تكوين دولة إسرائيل المارقة في عام 1948م. هناك بعض الحقائق التي تستوجب الوقوف عندها ومن ابرز ها التالي: أولاً: بينت الاستطلاعات التي نشرت في صحيفة اللوموند الدبلوماسية الفرنسية، وبعض الصحف الإسرائيلية، أن 94% من الشعب الإسرائيلي لايشعر بالأمان، وان 52% يستعدون للهجرة وان 24 % فقدوا الثقة في إمكانية استمرار الدولة الصهيونية، وان 4% فقط هم الذين يشعرون بالأمان.. وهذا شي غير مستغرب، لان المجرم لايمكن أن ينام قرير العين. ثانيا: أن العصابات الصهيونية نجحت في، إقناع العالم الغربي، بالرعب الذي يسيطر علي كل مجريات حياتهم، وان علي الدول الغربية أن تقف بجانبهم، وتؤيد هم وتحميهم من العقوبات المنصوص عليها في المواثيق الدولية. ثالثاً: إن الدولة الصهيونية تستخدم الرعب، كذريعة، للاستمرار في مسلسل الإجرام الذي تقوم به، على أمل أن يصل الجانب العربي إلي مرحلة اليأس وتقوم باقي الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ومن ثم يصل الفلسطينيون إلي مرحلة الاستسلام والنزوح من الأرض ليصبح العنصر اليهودي أغلبية كبرى. رابعاً: أن الإسرائيليين علي كل المستويات يكذبون ويزورون الحقائق والغرب يصدقهم، والعرب يصدقون الغرب، وهذا يعني أن من يصدق الكذاب وهو يعلم انه كذاب يصبح شريكه في الكذب. خامساً: إن الصهيونية تتعامل مع شعب قوي الإرادة، رفض علي مدى ستين عاماً، الانحناء لجبروتها وأسلحتها الفتاكة. وهو اليوم يرفض الاحتفال.. والمحتفلين. وبالرجوع إلي عنوان المقالة حول الجريمة والعقاب، نطرح الأسئلة التالية: هل تدرك إسرائيل أنه بالرغم من التأييد المطلق الذي حظيت به علي مدى ستين عاماً، من الدول الغربية، وبالرغم من قوتها العسكرية وترسانتها النووية، ومع كل ذلك فهي مازالت دولة مرفوضة، والجواب: نعم، إنها تدرك ذلك ولا تستطيع أن تخسر ولو لمرة واحدة. والسوال الثاني: هل يدرك العرب مدى الرعب الذي يتمالك الصهاينة ويسيطر علي عقولهم و كل أفعالهم؟ والجواب بالنفي، وإلا كان بإلامكان إدارة الصراع بطرق مختلفة كلياً. الرئيس بوش سيحضر مراسيم الاحتفالات الإسرائيلية، وبعد ذلك سوف يقوم بزيارة خاطفة لمحمود عباس في رام الله. ولقد كان من الأولى، من حيث اللياقة الدبلوماسية، أن يكتفي السيد جورج بوش بمشاركة الإسرائيليين في احتفالاتهم، وترك العرب يلعقون جراحهم بهدوء وسكينة. ومن نافلة القول التذكير، بان العلاقات بين الدول تبنى علي الاحترام والمصالح المتبادلة، وبما إن لأمريكا مثلما عليها، فلماذا لايعتذر للسيد بوش هذه المرة ويقال له بصراحة، إن النهج الذي اتبعتموه اضر بالمصالح الأمريكية وأعاق عملية السلام في المنطقة. وإذا لم يحدث تغيير جوهري في السياسة الأمريكية تجاه حل القضية الفلسطينية فلن يكون هناك قبول لإسرائيل في المنطقة إطلاقا.