اليوم يواصل الدكتور توفيق رحيمي تعليقه وملاحظاته التي بدأها أمس، يقول: 3- الإعلام الرياضي هو إعلام نواد لا علاقة له بتطوير الرياضة في الوطن أو الرفع من مستوى الثقافة الرياضية لدى النشء والشباب وليس صحيحاً أنه شريك في التطوير، بل هو قائد عملية التدمير. 4- الإعلام الرياضي هو منبع التعصب وإثارة الفتن بين الجماهير وتحريضها للقيام بكل ما هو سيئ تجاه بعضها البعض، مما يسيء للجماهير وإلى الوطن ككل، فعندما يحدث خطأ من الجماهير تجد الإعلام المنتمي لهذه الجماهير لا يواجهها بالخطأ ويحاول أن يزرع لديها الثقافة الرياضية المتحضرة، بل يحاول قدر الإمكان إيجاد الأعذار لهذه الأخطاء الجماهيرية. 5- الإعلام الرياضي إعلام نواد، فلا يرضى بأي نقد تجاه ناديه المفضل إذا صدر من جهة يعتقد أنها لا تشجع ناديه، فهو يفضل التكتم على الخطأ على أن تأتي الرغبة في الإصلاح من خارج دائرة الإعلام المنتمي للنادي ويشمل ذلك كافة الأخطاء الإدارية والفنية وحتى أخطاء اللاعبين بهدف التستر عليها وكأنها عيوب شرعية وليست أخطاء بشرية تحدث في أي مكان في العالم يسعى الجميع لتقديم النصح ووجهات النظر لإصلاحها وعدم تكرارها دون المساس بسمعة النادي. 6- الإعلام الرياضي فهم – خطأ – أن تطوير الرياضة ينطلق من مبدأ الانتماء للنادي، فإعلام النادي يكتب عن ناديه وكأن هذا هو للنادي المثالي في العالم، فكل ما يضمه النادي رائع وجميع العاملين مميزون وكافة اللاعبين مثاليون... إلخ. وكافة النوادي الأخرى في المملكة وعددها 153 نادياً في كافة المراحل تضم أناساً من كوكب آخر بينهم وبين هذا النادي المعني مسافات لا يستطيعون الوصول إليها، لذلك فدوماً تكون خاتمة الإعلام \"بعد نرجسية الطرح عن النادي المحبوب\"... هذا هو النادي المثالي ولا عزاء لباقي النوادي التي لا تستطيع أن تصل إلى ما وصل إليه. فهل هذا تطوير أم تدمير؟ 7- مدح إنسان ما لسبب ما ليس هو القضية، فإعلام بهذا المدح إنما يقنع البسطاء من الناس فقط، وقد يخدع بعض الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكن خداع كل الناس كل الوقت، إنما القضية أنك إن حاولت أن تطرح رأيك في بعض تصرفات ذلك الممدوح رغبة في الإصلاح ليكتمل الأمر بصورة جيدة، فلن تجد إلا الشتيمة والسباب، لأنك تجرأت وذكرت أمراً قد يسيء للممدوح. 8- الإعلام الرياضي كجزء هام من الإعلام الشامل يتابعه قطاع الشباب بنسبة عالية، وكان المفروض أن يعي دوره في أهمية نبذ ومحاربة التنافر بين أطياف هذه الأمة إلا أنه مع الأسف يعمل في الاتجاه المعاكس. 9- الإعلام الرياضي أساء إلى عملية التحكيم وأحبط جهد الحكام بمطالبته دوماً بالاستعانة بالحكم الأجنبي حتى أصبحت نصف مباريات الدوري تدار بحكام أجانب، علماً بأن الحكم الأجنبي أخطأ في أكثر من مباراة وكرر الأخطاء التقديرية التي تصدر من أي حكم في العالم ومنهم الحكم السعودي، ولكن الإعلام الرياضي \"إعلام النوادي\" لا يثير الرأي العام ولا يشتم الحكم الأجنبي في شخصه أو مهنته... إلخ عندما يخطئ. بل العكس موافق على أخطاء تصدر من أي حكم أجنبي ونكافئها بآلاف الدولارات. 10- الإعلام الرياضي يعتبر نفسه وصياً على النادي الذي يشجعه، فهو يتدخل في قضايا ويهاجم قرارات ويصدر أحكاماً في أمور لا يحق له التدخل فيها. وأما طرح قضايا تفيد الشباب أو تساهم في تطوير الحركة الرياضية في البلاد فهذه ليست من أولوياته. 11- الإعلام الرياضي يساهم في ابتعاد كثير من الطاقات البشرية المميزة لخدمة الرياضة وتطويرها، وذلك بسبب عدم وجود مساحة للحوار الراقي والمفيد مع الإعلام الذي يبادر إلى التجريح والهجوم غير المبرر عند أول اختلاف في وجهات النظر، مما أدى إلى ابتعاد العقلاء والشرفاء من محبي الرياضة عن العمل في هذا الوسط احتراماً لأنفسهم وحفاظاً على أمور كثيرة لا يهتم بها الإعلام الرياضي. والآن، أقول للزميل الأستاذ عثمان مالي، ولكل من يرى رأيه بأنني ظلمت الصحافة الرياضية، ما هو دور هذه الصحافة حيال \"أعضاء الشرف\" في الأندية، فهؤلاء الأعضاء من النخب، أو هكذا يجب، وأنا شخصياً أعرف كثيرين منهم، وهم مثقفون ومسؤولون ووجهاء ورجال أعمال ناجحون. فهل واجب الصحافة الرياضية أن تقدمهم كنماذج وقدوة للشباب، أم دورها اختيار بعضهم ممن تصاغ تصريحاتهم في المدرجات، وإبرازهم. ألا يستحق هذا الأمر وقفات متأملة من الكتّاب والصحفيين الرياضيين. دعوا اللاعبين والأندية الآن، وأفتوني في هذا الأمر أسبابه ونتائجه. وإذا كنتم لا تجرؤون، فاسألوا أعضاء الشرف المحترمين على الأقل؟!