تحضى أجهزة المباحث في أغلب الدول بسمعه سيئه - لم تأت من فراغ بالطبع - وقد يكون طبيعة العمل السري بها يتيح لمعدومي الضمير إستغلال سلطاتهم وإيقاع الظلم والتسلط على عباد الله إما بدافع الإنتقام أو لدوافع تحقيق النجاح والثناء حتى ولو حساب شخص أو أشخاص مظلومين أو لعقد نفسيه متراكمه تؤدي لتصرفات بأصحابها إلى التصرف بشكل غير نظامي سواء أثناء التحقيق أو في سجون هذه الأجهزه .. وساهم في ترسيخ تلك الصوره بعض الأعمال الدراميه والأدبيه التي ما فتئت تكرر صوره نمطيه واحده لرجال المباحث ( المخبرين ) السذج الذين يجلسون على المقهى ويتلصصون على الرواد من خلف ( جُرْنال ) مقلوب أحيانا .. ومخروم أحياناً أخرى ..!! بنفس هيئتهم وملابسهم ( يلبسون بالطو في العاده ) .. أو كما قدمت تلك الدراما والكتابات ضباط المباحث على أنهم متسلطين ظلمه لايتورعون عن ضرب وركل من يوقعه حظه السئ بين أيديهم .. حتى أصبحت وبحكم سطوة الإعلام والثقافه الوافده تلك الفكره أو الصوره ترتبط بخيالنا حتى ونحن نتحدث عن جهاز المباحث في المملكة العربية السعودية .. وهذا هو بيت القصيد ومربط الفرس كما يقال .. لماذا تظل مثل هذه الفكره دون أن ننافح عن ( مباحثنا ) المختلفة المؤطر عمل أفرادها بمخافة الله عز وجل قبل كل شئ .. لماذ لانكتب عن هذا الجهاز وإنجازاته الكبيره في كشف الكثير من المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الدين والوطن وضد أمن هذا البلد وضد مجتمعنا المسلم الآمن .. لماذا لانتحدث عن إنجازات رجال المباحث وتضحياتهم ودورهم كخط أول يسهم في الذود عن الإسلام والمقدسات .. ولا اقصد بالكتابه أن نبرزهم ونجعلهم أهدافاً سهله للمجرمين والقتله ولكن أقصد أن يتم العمل على تحسين تلك الصوره المغلوطه وتقديم الصوره الحقيقيه عن هذا الجهاز فمالمانع أن يتم إتخاذ أي خطوه من شأنها أن تعمل على مد الجسور بين المجتمع وهذا الجهاز سواء بإقامة المعارض أو الندوات أو حتى الأعمال الدراميه حتى تتعزز الثقه بين المواطن والجهاز وتتحسن الصوره مما سيزيد بلا شك من تعاون المواطن ومن فعالية أداء الجهاز ويقضي أيضاً على أي تجاوزات أو مخالفات أو تصرفات شخصيه خاطئه أو إستغلال للسلطه قد تصدر – لاسمح الله - من بعض الأفراد المنتمين للمباحث وهذا وارد شأنه شأن أي قطاع آخر من قطاعات الدوله . وكما دعوت المباحث لإتخاذ خطوه أدعو لأن نتخذ نحن خطوات نحو إعتبار أنفسنا عيوناً يقظة ترصد أي تجاوز وتبلغ عنه .. وقلوباً حيه تنبض بحب الوطن وتضحي من اجله .. وعقولاً يقظة متدبرة ترفض أي فكر منحرف وتقضي عليه في مهده ... وأسراً تحتضن الوطن قبل أن تحتضن أبنائها وتشكل حولهم سياجاً من الوعي والمعرفه والحصانه يقيهم الإنزلاق في دهاليز العبث والإجرام .. أما أفراد المباحث فلم يأتوا من كوكب آخر فهم إخوتنا وأبناء عمومتنا وأبناء جلدتنا ومن عامة مجتمعنا ونسيجه المتشبع بتعاليم الشريعه والأخلاق الإسلامية الفاضلة وهم المصلين في مساجدنا وهم تلك الوجوده الطيبه المحبه المتفانيه هم العاملون في صمت ونكران للذات هم الساهرون على أمننا وهم وإن لم يتحدثوا عن أنفسهم تحدثت إنجازاتهم عنهم هم من قطع دابر الشرور في مهدها .. ووأد الإجرام في عقر داره .. وإستبق الحدث قبل وقوعه .. أفلا يستحقون بعد ذلك بعض الثناء والإنصاف .. ألا يستحقون أن نبذل الجهد لتصحيح أفكار البعض تجاه هؤلاء الرجال وتجاه هذا الجهاز النظيف الذي يسير وفقا لما يرضي الله آخذاً من حسن التعامل والشهامه والمروءه منهج عمل وليس صحيحا أن ( العلقه الساخنه ) مصير ومآل كل من يدلف إلى هذا الجهاز بل العكس فمن نعم الله علينا في هذا البلد أن البرئ لا يؤاخذ بجريرة المذنب .. بينما يحدث ذلك بكل سهولة في دول أخرى فكم من أسر تورط أحد أبنائها في أعمال إرهابيه وضلت تلك الأسر كريمه عزيزه لم تمس بسوء بل تجد الإهتمام والعنايه من الدوله وهذا واجبها والمنتظر منها بلا شك .. وأخيراً قد لايروق مقالي هذا للبعض وقد لايعجب الكثير كون السائد المقروء هو التهميش للمنجزات وذبح الوطن من الوريد للوريد والعزف على أوتار السلبيات وتضخيمها حتى أصبحنا بين سندان الإفراط ومطرقة التفريط .. نجلد ذواتنا بمناسبه أحياناً ودون مناسبه أحياناً أكثر .. حتى أصبح ذلك أسرع طريق ( للكاتب ) لزيادة رصيد قراءه وتحقيق الشهره لكتاب جلهم والسواد الأعظم منهم يكتب تحت إسم مستعار !! ولاضير في ذلك ولكن يجب أن نلتقي جميعا في حب الوطن والمباحث التي أحب جزء منه ....