طوال الأسبوع الماضي أشغلنا محمد نور بفصل آخر من فصوله التي لا تنتهي، وكانت القصة بدأت عندما كشفت صحيفة الرياضي أن اللاعب شارك في تدريبات أو مباريات في الحواري، وقصة أخرى تقول إن المدرب كالديرون قال من إسبانيا إنه لا يريد اللاعب. وقد قرأت خبراً في إحدى الصحف عن مشاركة محمد نور، وأسامة هوساوي مدافع الهلال في مباراة في أحد دوريات الحواري، وطبعاً \"نور\" لم يتحمل هذه الإساءة التي أثرت كثيراً على سمعته ومسيرته الناصعة البياض في الملاعب المحلية، بحكم أنه لاعب هادئ الطباع، وراح ينتقم من النادي. وفي مثل هذه الحالات، يكون الإجراء القانوني المناسب إن كان اللاعب يعتقد أن ما قالته الصحيفة عنه غير صحيح، هو إبلاغ ناديه بالقضية، وهو يتولى الدفاع والرد عنه، أو تقديم شكوى لوزارة الثقافة والإعلام. أما أن يتخذ اللاعب هذا الخبر العادي جداً، والذي يحتفظ أرشيف اللاعب بكثير منه ومن غيره، سبباً ليعاقب من خلاله ناديه، ربما لتحقيق أهداف أخرى، أو للضغط للحصول على حقوق متأخرة، أو لكشف شيء ما أمام الرأي العام. فإن مثل هذا التصرف الذي أقدم عليه اللاعب يكشف مساوئ تطبيق بعض أنديتنا للاحتراف، والتعامل مع اللاعب، والذي يجب أن يكون وفق الأنظمة واللوائح. وقد سمعت وقرأت أكثر من تعليق لشرفيين اتحاديين حول موضوع نور، ووصلت إلى قناعة بأن اللاعب أقوى من الإدارة، وأقوى من النظام، وأن ما يريده هو \"اللي راح يمشي\"، طالما أن هناك من يصف اللاعب بعد هذه الحادثة أنه من رموز الاتحاد، وهو على حق. ويبدو أن ما يحدث في الاتحاد، يحدث ما يشبهه في الأهلي، وإن اختلفت طريقة المعالجة في الأهلي بعد أن اكتشفوا خطأ الإجراء الذي اتخذ في معسكر الباحة على خلفية الخلاف الذي نشب بين اللاعب وليد عبدربه، والحارس منصور النجعي. في ذلك الوقت طلب المدرب من إدارة الكرة استبعاد اللاعبين، وإعادتهما إلى جدة، لكن الإدارة أقنعت المدرب باحتواء المشكلة، ومن ثم تم إصدار بيان مصور من النادي يفيد باعتذار اللاعبين لبعضهما، مع بعض العبارات التي تخدم اللاعبين، ولا تخدم النظام في الفريق. قد تكون الإدارة المشرفة لقدم الأهلي وقعت في هذا الخطأ بحسن نية، ورغبة في فتح صفحة جديدة، والصفح عن الزلة الأولى، لكن التطورات الأخيرة، والتصرفات التي حدثت من لاعب كنت أعتقد أنه نضج فكرياً وفنياً، أحرجت الإدارة، ووضعتها أمام الخيار الصعب. والحقيقة أنني لا أعلم عن خلفيات هذه المشكلة المفتعلة، وكل الذي أعرفه ويؤكده نظام الاحتراف أن اللاعب أي لاعب ، مهما كان اسمه وخبرته، وشهرته، وجمهوره، هو في الأول والأخير موظف ، وعليه أن يتقبل أي قرار من ناديه، مع أن له الحق في المناقشة، ولكن ليس له الحق في الاعتراض. أما الحديث عن الانتقالات، والعروض، فهذا حق لأي لاعب، ولكن من غير اللائق، أن يتحدث اللاعب عن الانتقال وعقده لم ينته مع ناديه، فهذا فيه استهتار بالنظام، وعدم احترام للنادي الذي يلعب له، وهو ما فهمته من تصريح رئيس الأهلي، عبد العزيز العنقري، الذي تحدث عن لاءات كثيرة تمنع وليد عبدربه من الانتقال لأي ناد آخر، حتى ولو بنظام الإعارة. ولعلي أهمس هنا في أذن عبدربه أحد أفضل المدافعين السعوديين ، لو تخلص من عصبيته وبعض تصرفاته، وأقول له عليك بالاعتذار لناديك، وحاول أن تكسب رضا الإدارة وجمهور النادي، فإن من الشجاعة أن يعتذر الإنسان عن خطئه، لا أن يصر على موقفه وعناده، خصوصاً أن ناديك له أفضال كثيرة عليك، وعند انتهاء عقدك افعل ماتريد، فهل فهمتني ياوليد؟