صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية الذي أثلج صدور المواطنين والمتابعين، فهو فضلاً عن كونه أمراً ملكياً حكيماً يصدر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب الحكمة التي ساس بها هذه البلاد، وقادها إلى المزيد من الاستقرار والرخاء والتنمية الشاملة، فهو أمر يبشر بالخير، بتعيين هذا الرجل الذي عرف بخبراته وجديته في العمل وقدراته الإدارية والتخطيطية والتنفيذية في منصب مهم للغاية يحتاج فعلاً لهذه المؤهلات. هو فصل جديد من دورة العمل الجاد المخلص المرتكز على الخبرة والتجربة والدراية بالأمور، هو انتقال لرجل مناسب من مكان مناسب إلى مكان أكثر مناسبة، من أجل العمل والإنجاز والبناء والتنمية وهذه سنة الحياة التي يقوم عليها عمار البلاد. قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} وقال صلى الله عليه وسلم: (ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). فالأمير متعب بن عبدالله يجيد إتقان العمل أينما كان وكيفما كان العمل ونوعه ومكانه وقدره، وقد كان عند حسن ظن ولاة الأمر وهو يتولى وظيفته السابقة واليوم أحسن المليك الاختيار لمهمته الجديدة هو أهل لها كفاءة وثقة وجدارة وخبرة. فقد أمضى جانباً كبيراً من حياته بل كل حياته العملية خدمة لهذا الوطن الغالي المعطاء الذي أحبه وأخلص له، طيلة فترة عمل سموه في المجال العسكري وبموجب الأمر الملكي فقد أعفي سموه من هذا التكليف الوطني الذي أدى أمانته على أكمل وجه حقبة من الزمن كانت ومازالت زاخرة بالمنجزات التي يصعب حصرها في مثل هذه الساحة المحدودة. وكان إسهام سموه بارزاً وملموساً في هذه المؤسسة الوطنية التي ظلت ترمز للسيادة الوطنية منذ تأسيسها في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- فقد ترك لمساته الواضحة، وبصماته القوية في مجال التدريب والتسليح والتطوير الفني والتقني، وكذلك تطوير مدارس الحرس الوطني، وبناء آلاف بل عشرات الآلاف من الوحدات السكنية لضباط وأفراد الحرس الوطني لتوفير عناصر الاستقرار النفسي، مما يساهم في تطوير الأداء، كما كان دور سموه ملحوظاً وبارزاً وقوياً في مجال الخدمات الطبية والتعليمية والأمنية للحرس الوطني للإسهام في تعزيز أمن الوطن ومواطنه المستجدات، التي تخدم هذه المؤسسة العريقة. وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين كانت جهوده وفقه الله الاهتمام بالكادر البشري، تأهيلاً وتدريباً وإعداداً، سواء من خلال الدورات التي تعقد داخل المملكة أو الابتعاث للخارج، وذلك لإيمان سموه بأهمية العنصر البشري ودوره في التنمية والبناء باعتباره رأس المال الحقيقي في مضمار البناء. كما أسهم سموه وبتوجيهات المليك السديدة في جعل الحرس الوطني ذا دور فاعل في كل المجالات التي تعود بالخير على المجتمع، وتسهم في تحقيق أمن المجتمع وسلامة القيم والمبادئ والأخلاقيات، فالحرس الوطني أسهم من خلال برامجه التوعوية لمنسوبيه ولكافة أفراد المجتمع في التوعية بأضرار المخدرات وغيرها من الآفات الضارة، وكذلك نفذ العديد من الحملات التوعوية في مختلف المجالات. أما الجانب الأكثر وضوحاً وبروزاً في جهود الأمير متعب بن عبدالله نائب رئيس الحرس الوطني للشؤن التنفيذية هو المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي استطاع أن يوصل قيم التراث والثقافة والأصالة إلى الكثير من دول العالم، والذي ظل طيلة سنوات عديدة يشهد حضوراً خليجياً وعربياً قوياً يليق بمقام هذه المناسبة الكبيرة التي تعكس أصالة المجتمع السعودي وتراثه وقيمه المتوارثة عبر الاجيال، والذي يشارك فيه المبدعون من مختلف الدول العربية وغير العربية، للاطلاع على كل جديد يشهده هذا المهرجان الذي أصبح منبراً سنوياً يقام بالجنادرية والذي يلبس ثوباً وطنياً خالصاً، يشرفه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ويشارك فيه كثير من الأدباء والمبدعين والمثقفين ويشكل ظاهرة ثقافية تراثية كبيرة، وقد تحقق لهذه المناسبة الوطنية الكثير من التطور والنجاح والتجديد بفضل الله تعالى ثم بجهود سمو الأمير متعب بن عبدالله مستلهماً تطلعات القيادة الرشيدة، مسترشداً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. الآن يواصل سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز مسيرة العطاء التي طالما أثرى بها كل المواقع التي تحمل مسؤولياتها وأنجز فيها، ومحملاً أيضاً بالكثير من الرؤى والأفكار التي مازال تتنامى لديه وتتطور لمواصلة مشوار العطاء، من خلال موقعه الجديد كنائب لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية وجرت العادة تهنئة الشخص بالمنصب ولكني أهنئ المنصب بسموه وأبارك له أعانه الله وسدد خطاه. هذه نقلة جديدة وصفحة جديدة من صفحات كتاب العطاء الممتد عبر السنوات، وهي حكمة المليك ونظرته الصائبة دوماً في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، حفظ الله ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وحمى الله بلادنا من كل سوء وأدام عزها وأمنها واستقرارها إنه سميع قريب مجيب.