أمام ما ينتظرنا من نقلة رياضية في السنوات القليلة المقبلة، تبدأ بنظام الخصخصة، ولن تنتهي خطوات التطوير عند ذلك الحد، جالت في خاطري فكرة تكوين مجلس شرفي لاتحاد كرة القدم، يقوم بدور استشاري، ويقدم أفكاره لاتحاد الكرة. على أن تكون الفكرة شبيهة إلى حد بعيد بما هو معمول به حالياً في الأندية المحلية، ويكون اجتماعها مرتين في العام، تكون الأولى قبل بداية الموسم، والثانية وسط الموسم، وهي من وجهة نظري لا تتعارض مع عمل اتحاد الكرة، ومسؤولياته، كون قرار الترشيح والتكليف سيكون في الأساس من اتحاد الكرة نفسه. وأعتقد أن فكرة كهذه لو تم تنفيذها، ستسهم في ضم كثير من الخبراء وأصحاب الفكر الرياضي، وسيتحقق من خلالها صياغة الكثير من الأفكار والرؤى، بدلاً من عدم الاستفادة منهم، ومن المؤكد أن كل فكرة تلقى استحساناً ستصب في مصلحة الرياضة السعودية، وكرة القدم على وجه التحديد. أما إدارة النصر التي تجاوبت مع لجنة الاحتراف، وأرسلت رأيها، فيعجبني فيها حماسها وعملها على تحقيق أهدافها التي وضعتها لدعم فريق القدم الأول، وإعادته إلى واجهة البطولات والإنجازات التي غاب عنها الفريق النصراوي طويلاً . ومما زاد من إعجابي باحترافية العمل وسرعة الإنجاز عند إدارة النصر الجديدة برئاسة الأمير فيصل بن تركي، أنها لم تتباكى على المدرب الأرجنتيني باوزا، الذي خدعها وألف قصة لعدم عودته، بعد أن غادر في إجازة. ولذلك جاء الإجراء سريعاً، والتحركات لم تأخذ وقتاً طويلاً، حتى أعلنت إدارة النصر أنها أنهت التعاقد مع مدرب جديد للفريق، يحمل سجلاً تدريبياً كبيراً، وربما كان من محاسن اعتذار باوزا، وقدوم ديسلفا أن تحولت طلبات جمهور النصر إلى أوامر، ليعود اللاعب المصري حسام غالي. ومن وجهة نظر خاصة، لا أجد فرقاً بين ما كان يفعله طارق التايب مع الهلال في الموسم الماضي، وما فعله حسام غالي مع النصر، فالاثنان لم يكونا مفيدين لفريقيهما بالدرجة التي كان الفريقان ينتظرانها منهما. ومع التقدير للاعبين الكبيرين، إلاّ أن اللاعب المحترف المفيد، ليس هو ذلك اللاعب الاستعراضي، وهذا ما كان عليه اللاعبان في الموسم الأخير، فهما لم يساهما في خدمة المجموعة، ولذلك جاء قرار المدرب الهلالي الجديد جيريتس، والمدرب النصراوي السابق باوزا بعدم التجديد للاعبين. وكنت قلتها صراحة في برنامج الجولة، إن استمرار التايب لن يخدم الهلال، حيث سيقضي اللاعب فترة إيقاف أقرها الاتحاد الدولي، ثم إن من مصلحة الهلال أن يبحث عن بديل أفضل. في لوحة الشرف النصراوية الزاهية، تأسرني شخصية الأمير الصديق محمد بن منصور بن جلوي رئيس هيئة أعضاء الشرف السابق ، والشرفي الخلوق والوقور، والأمير الرياضي، بفكره الخلاق، وأخلاقه الرياضية العالية، ورؤيته التي يبنيها على اطلاع واسع. ولا شك أن نادي النصر محظوظ بوجود هذه الشخصية الرياضية الملمة بأوضاع البيت النصراوي، والتي تقف على خط الحياد مع جميع النصراويين، فهو على علاقة مميزة مع الجميع، وهذه إحدى مزايا أبي خالد ، الذي وإن كان بعيداً عن المناصب، فهو أمير تزداد المناصب به شرفاً. لكنني لا أعلم متى سيكون هناك \"لاعب كبير\" في فريق الأهلي، تكون له الكلمة، ويمنح كامل الصلاحيات، ويكون له الحق \"هو فقط \" في مناقشة إدارة الكرة، ومناقشة المدرب، ونقل رغبات زملائه ووجهات نظرهم للجهتين دون تدخل من أحد، بعد أن خذلني \"وليد\" في أكثر من مرة. إن من المهم جداً أن تسارع الإدارة المشرفة برئاسة الأمير الشاب فهد بن خالد إلى اختيار أحد اللاعبين ممن تتوافر فيه صفات القيادة وروح القائد محمد مسعد \"مثلاً\" ليكون قائداً للفريق.