القراءة فن يحتاج إلى تعلم ومران حتى يصل المرء فيه إلى إتقان، إن تلقاه صغيراً وحظي فيه بمتابعة في المنزل والمدرسة ولقي أرضاً خصبة من خيال رحب وأسئلة شديدة الإلحاح، فإنه يجد طريقه مهما كانت المصاعب، قد يحتاج المرء إلى تعلمه في مرحلة من العمر، إما أمام فراغ أتيح له بعد عمل لم يكن يترك وقتاً لقراءة، أو أمام حاجة إلى التزود بمعارف وعلوم في بحث عن قضية فرضها واقع يستجد. يحتاج الإنسان إلى القراءة؛ لأنها تجدد الحياة وتفتح آفاق الفكر وتقضي على السأم والملل اللذين ينهشان العمر تحت مطارق الفراغ، كما أن القراءة تضيف إلى امتداد الإنسان في الحياة زماناً ومكاناً، يستطيع أن يمارسها تحت كل الظروف وفي جميع المواقع، بل إن التقنيات الحديثة فتحت أبواباً لم تكن ميسرة من قبل، فأصبح هناك القراءة بالعين وبالأذن، واختزلت مكتبات ضخمة في وسائل حفظ صغيرة يحملها المرء في جيبه، ويتنقل بها حيثما حل وارتحل. لكن لا يزال الكثيرون معرضين عن القراءة للفائدة أو للاستمتاع أو للإجابة على أسئلة الحياة المتخصصة وغير المتخصصة، وقد يكون مناسباً أن يتطوع في كل مدينة وقرية فريق من الرجال وفريق من النساء لحث الناس على القراءة، وبيان مزاياها وعائداتها المجدية، بل ويمارسون القراءة للأطفال وللكبار في الأسواق والمستشفيات والمساجد وأماكن التجمع. فن القراءة يحتاج إلى من يجعله ممتعاً جذاباً؛ حتى يبدأ به البعض فيجدون أثره في المزاج والسلوك والعقل والإفادة من الوقت، وحفظ أوقات الآخرين من أجل بناء مجتمع مسؤول واع يدرك ما له وما عليه. جمعيات الحث على القراءة نافذة على ثقافة مجتمع رفيع.