في تصريحه لصحيفة الوطن (7 يونيو) يعارض الشيخ محمد العريفي استصدار قرار يحد من زواج بنت العاشرة معللاً ذلك بأنه نادر الحدوث، وأنه يشكل نسبة بسيطة جداً من اللائي يتزوجن كل عام، وهن بمئات الألوف. طبعاً لم يذكر الشيخ ما حد الندرة هنا! هل يعني ذلك مثلاً غض الطرف عن زواج 100 فتاة في سن العاشرة أو ما حولها! أم أن الرقم المطلوب 200 أو 1000 أو ألفين! وكيف يمكن إحصاء هذه الحالات إن كان معظمها يمر دون توثيق أو متابعة فيما تمضي الطفلة البائسة غالباً إلى بيت زوجها الكهل دون أن تفتح فمها بكلمة، وربما مرت السنوات والسنوات ولا أحد يعترض أو يشير إلى هذه الجناية أو تلك لا من قريب ولا من بعيد. رأي الدكتور محمد العريفي شبيه في نظري بالحفرة التي تعترض طريق الناس، والناس يتفادونها لفترة طويلة، وعليه فلا داعي لردمها طالما لم يسقط فيها أحد. وحتى لو سقط فيها واحد أو حتى عشرة من مئات الألوف فلا بأس.. عشرة من مئة ألف.. بسيطة ولينتبه الآخرون. منطق عجيب صدوره من شيخ يدرك أن إنقاذ نفس يعادل إنقاذ البشرية كلها، وأن وأد طفلة واحدة شبيه بوأد البشرية كلها. ألم يخبرنا ربنا أن (من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا). لا أظنها فاتت على الدكتور، لكن ربما حصرها في إنقاذ بريء من مشنقة أو غريق من بحر، ولم يخطر في باله أن إنقاذ طفلة في العاشرة من أحضان ذئب عجوز يدخل في باب إحياء النفس الموشكة على الهلاك. القانون في الدول المتحضرة يُسن تحسباً لحالات متوقعة ودرءا لمخاطر محتملة. أما في دول العالم الثالث، فالقوانين تُسن بناء على التجربة وبعد سقوط ضحايا لغياب هذا القانون أو ذاك.