السهل اليسير قد يصبح صعباً وشائكاً إذا ما تحولت الثقة فيه إلى غرور والإصرار إلى تهاون. وحينما تكون على عجلة من أمرك بحثاً عن هدف وتطلعاً لغاية في كرة القدم أو في أي لعبة أخرى قد تتعثر فكما قالوا في العجلة الندامة وفي التأني السلامة. من هذا المنطلق مهمتنا أمام كوريا الشمالية سهلة وصعبة، سهلة إذا احترمنا الخصم وبحثنا عن الهدف بهدوء، وصعبة بل ستصبح أصعب إذا ما ارتهن اللاعبون للتهاون ومارسوا نزال الأربعاء بمفهوم النظرية لا بمفهوم التطبيق الصحيح الذي يمثل كل شيء في تلك المواجهة. تحدثنا كثيرا ولا يمنع من إضافة المزيد من الحديث عن كوريا وعن قوتها أو بالأحرى عن هذه المعطيات التكاملية التي يجب أخذها بعين الاعتبار سواء من المدرب بسيرو أم من اللاعبين الذين على عاتقهم تقع المسؤولية، مسؤولية خوض النزال بالحماس المطلوب والروح المنشودة حتى يصلوا إلى مبتغى الطموح، والطموح هنا لا يقبل سوى الفوز والفوز فقط. فنيا مؤشرات الأفضلية مع مؤشرات الدعائم الإضافية الأرض والجمهور كلها تميل لصالح المنتخب السعودي، لكن هذه الأفضلية لن تنقلنا إلى جنوب أفريقيا بقدر ما ينقلنا المستوى الكبير الذي نتطلع إليه بشغف ونحلم بأن يكون الشعار السائد لكل نجم في قائمة بسيرو. هي مباراة قمة وهي منازلة حسم وإن قلت مع القائل هي (حدث) بأكمله ففي تصوري أن الوصف دقيق كون الفوز بهذه المباراة يجعلنا وللمرة الخامسة في نهائيات كأس العالم. مساء الأربعاء نريد الفرح والفرح هنا لوطن قبل أن يكون لمنتخب. متفائل منذ أن عدنا من سيئول بنقطة لكن تفاؤلي لم يصل درجة المبالغة لقناعتي بأن لعبة كرة القدم لعبة مفاجآت وليس بالضرورة أن يكسب الأفضل وليس بالشرط أن يخسر الأضعف. عموما هي مجرد وجهة نظر أرميها أمام عيون اللاعبين وأمام بسيرو وأمام إدارة المنتخب لعل وعسى أن يتم الاستفادة منها وبالشكل الذي يلغي المفاجأة ويقدم الأخضر السعودي كعريس أنيق في ليلة التتويج بإذن الله. ختاما برغم ما يمثله عبده عطيف من ثقل فني في توليفة الأخضر إلا أن هناك في دكة الاحتياط أكثر من نجم قادر على أن يكمل بدايات عطيف بنهايات مثمرة. إنها الكرة السعودية ما إن يغيب نجم حتى يبرز عشرة فاللهم زد وبارك.. وسلامتكم.