يعتقد البعض من هواة العمل الصحفي في عالمنا العربي رغم كل التجاوزات التي تصدر بحق الصحافة والصحفيين أن مهنة الصحافة هي مهنة العظمة والأبهة والوجاهة والتفاخر بمجرد حمل بطاقة عضوية الصحافة، والقيد ضمن الصحافيين لحضور الاجتماعات والندوات، والجلوس على الكراسي المريحة الدوارة داخل المكاتب الصحفية المجهزة بكل وسائل الراحة والاسترخاء، والدعوة لحضور أفخر الولائم، واحتساء الشاي وتناول المرطبات بعد اجراء المقابلات والحوارات الصحفية مع الشخصيات المرموقة، وغير ذلك مما يظن هؤلاء وقد تكون مهنة الصحافة احدى أكثر المهن نبلاً في المجتمعات المتقدمة، كيف لا وقد اطلق عليها اسم مهنة البحث عن المتاعب، وذلك بسبب ما يتكبده منسوبو هذه المهنة من مشقة وتعب في سبيل ايجاد الحقيقة حتى يستطيع ان يوصل الخبر اليقين لجميع القراء، وبمنتهي الشفافية والوضوح، وحقيقة الأمر يؤكد لهؤلاء الهواة أن من كان هدفه الراحة والخمول وحالته كما ذكرت بعيدة عن التعب فهو بالتأكيد ليس صحفيا، ولا يستطيع ان يكون صحفيا في يوم ما، وربما كان اولى له ان يبحث عن عمل آخر يوفر له ما يرغب من حياة الراحة والاسترخاء التي يريدها، والصحافة في وطننا الحبيب يمكن تسميتها بصحافة المناطق، فلكل منطقة او مدينة صحيفة تنقل اخبارها ومشاكلها، مما دفع العاملين في هذا المجال الى توسيع هذا القطاع بصدور أكثر من صحيفة في كل منطقة أو مدينة. ولكن... نشوء هذه الصحافة انما هو بسبب انتماءات من يكتب في الصحف، وقد تكون أبرزها ما يطلق عليه اسم (صحافة المناطق) وفكرة هذا المسمى ان كل صحيفة تكون مختصة في المقام الأول بتغطية اخبار الاقليم الموجود به مقرها الرئيسي، والصعوبة هنا تكمن في التشدد في استخراج التراخيص لصحف جديدة وخاصة في المناطق، ويستوجب اليوم على الجهات المختصة ان تنظر بعين الاهتمام الى اعادة تقييم الموقف السابق من الترخيص للصحف المحلية وصحف المناطق، وهذا يفتح باباً كبيراً لا يمكن إغلاقه لأنه يعتمد على العالم العنكبوتي العالم المجهول عبر الصحف الالكترونية حيث انه هو الخيار الوحيد والمتوفر لاعلام كل مدينة ومنطقة وكما هو معلوم انها لا تخضع لأي معايير مهنية ولا إعلامية كما هو الحال في الصحف الورقية المطبوعة وكذلك لا تندرج تحت الاعلام المحلي لانها فضاء مفتوح لاي شخص، وسهولة نقل المعلومة أو الخبر وسرعة انتشارها وقلة تكلفتها، فعندئذ لابد من ان تحدد تلك المواقع الصحفية الالكترونية على الشبكة العنكبوتية ويتم اعطاء دورات تدريبية لمحرري تلك الصحف لما تحتوي على العديد من الأخطاء نظراً لقلة الخبرة والحماس لنقل أي خبر وبأي اسلوب كان مما يؤدي الى العديد من السلبيات التي تؤثر على صحافة وطننا الغالي . والله من وراء القصد ,,,