مناسبات عديدة شهدها شهر اكتوبر الماضي تمثلت في مؤتمر الفكر العربي الأول الذي عقد في القاهرة، ومؤتمر الحكومة الإلكترونية ومعرض جايتكس دبي 2002م، ومؤتمر رؤية مستقبلية للاقتصاد السعودي الذي أقامته وزارة التخطيط في مدينة الرياض، وندوة مدرسة المستقبل التي عقدت في كلية التربية بجامعة الملك سعود، والمؤتمر والمعرض التقني الثاني الذي أقامته المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وأخيراً المؤتمر الثالث عشر للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (Afli) الذي أقيم في مدينة بيروت. فعاليات متنوعة ومتعددة اقتصادية ومعلوماتية وثقافية، سعدنا بحضورها والاستماع إلى متحدثيها ولقاء المتخصصين في تلك المجالات، واطلعنا على توصياتها، ولاحظنا مدى التقدم الذي تحقق في تنظيم تلك المؤتمرات واستخدام أساليب حديثة في دعم المشاركات البحثية من خلال إخراجها في أشكال متعددة فالمقاوم للتقنية يستطيع قراءتها على النسخ الورقية، ومحبها يستطيع قراءتها إلكترونياً إما على مواقع تلك الفعاليات على شبكة الإنترنت أو من خلال الأقراص المدمجة التي وزعت مجاناً وأحياناً مرسمة. وما لفت انتباهي هو حسن التنظيم أولاً ثم الوسائل التي اتبعت في دعم وتوفير أوراق العمل والبحوث، ففي الوقت الذي اعتمدت بعض هذه الجهات على الصرف من ميزانيات محددة مسبقاً نجد أن بعضها تعاون مع جهات خارجية لدعمها وهذا يعود إما لحنكة من القائمين عليها لتوفير المال أو لضعف في ميزانياتها فتلجأ لشريك في رعاية الفعالية. فندوة مدرسة المستقبل استعانت بشركة الدوالج وهي المعروفة في إنتاج المناهج التعليمية على الوسائط المتعددة وأخرجت لنا جميع الأوراق على قرص مدمج وهذا يتماشى مع توجهات الندوة. وفي مؤتمرات الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات - الذي يعاني من قلة الموارد المالية في ظل غياب الدعم العربي على المستوى الرسمي لمثل هذا التجمع والذي يسعى القائمون عليه أن يرقى بالثقافة العربية من خلال مؤسسات المعلومات المنتشرة في عالمنا العربي والتي لا تجد الدعم الكافي - نجد أن شركة النظم العربية المتطورة لصناعة وتسويق المعلومات تدعم أنشطة الاتحاد المتعددة ومن ضمنها طباعة منشورات الاتحاد. ومع هذا التطور الملحوظ في إخراج أوراق العمل والبحوث نأمل أن يستمر العمل في التطوير والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة والسعي على نقل المحاضرات التي تصاحب تلك الفعاليات أو تسجيلها وإعادة بثها من خلال شبكة الإنترنت ليستفيد السواد الأعظم ممن سمع عنها ولم يستطع المشاركة فيها، وكذلك إعادة نشر أوراق العمل والبحوث في شكل إلكتروني جذاب واستفادة من برامج النشر الإلكتروني. وأجدها فرصة لاقتراح مشروع تقوم به إحدى مؤسسات النشر وصناعة المعلومات للتعاقد مع الجهات التي ترعى المؤتمرات العلمية في المملكة لإعادة إخراج جميع ما يصدر عن تلك الجهات توثيق تلك الأعمال وحفظها وتسويقها تجارياً ليستفيد الجميع منها.