أخذتنا انتماءاتنا للأندية على درجات عالية من التعصب.. في الزوايا.. في البرنامج.. في المدرجات، وأيضاً قد لا ينفض الحديث في هذا المجلس أو ذاك إلا بصيحات مختلفين بعضها يؤدي إلى الشتم وبعضها الآخر يصل مداه إلى عراك الأيادي وعلى طريقة أبطال الحلبات الفولاذية. نرفض الهزيمة ونرفض حقوق المنافسين وكل شيء يخالف توجهاتنا في الانتماء سرعان ما تشوه صورته حتى ولو كانت هذه الصورة آية من آيات الجمال. قضيتنا مع التعصب مستمرة، فهي أشبه بالمرض المزمن الذي استعصى على الأطباء علاجه فلا هي المسكنات قدمت المنفعة ولاهي الحلول أنهت المشكلة. عام ينتهي وآخر يبدأ فيما الثابت أن أرقام المتعصبين في أوساطنا الرياضية لازالت تتضاعف مثلما يتضاعف رصيد المضارب المحترف في البورصة. الجميل في الرياضة أن يكون لك فريق تحبه، ورائع في هذا المجال أن يصبح لك كيان تعشقه، أما الأجمل والأروع فهو أن تكون مثالياً تحب وتنتمي ولكن في حدود معينة لا تتجاوز خطها الأحمر فترمي بالروح الرياضية مع الأخلاق عرض الحائط فقط من أجل أن تثبت لمن هم حولك وحواليك بأنك ذاك الوفي المخلص. فالرياضة قبل أن تكون منافسة على الميدان هي مبدأ للألفة ومبدأ للأخلاق ومبدأ بقبول الآخر. هنا وطالما أن الموسم الرياضي انتهى ولم يعد لنا منه ومن أحداثه إلا الذكريات فالأمل كل الأمل أن نعيد حساباتنا عندما نكتب وعندما نتحدث، ففي مثل هذه الخطوة قد نجد بعضاً من بصيص الأمل الذي يوجد الحلول المستعصية لداء التعصب الذي لازال يؤرق مضاجعنا. وبما أن العاملين في الأندية هم الأساس والركيزة المعنية بجانب التعصب، فمن الأهمية بمكان أن يتعلموا من القدوة الرياضية المثالية الحسنة الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز، هذا الرياضي والشاعر والمثقف الذي جاء ليضيف للوسط الرياضي الشيء الكثير من العقلانية والوعي ومثالية العمل. رئيس الهلال حالة خاصة في تعامله وفي طريقة تعاطيه مع الأحداث أيضاً، إن تحدث تحدث بلسان الواعي، وإن قرر الصمت فالصمت على لسان هذا الواعي حكمة أبلغ من كل الكلمات. نعم أقولها وأقسم عليها بأغلظ الإيمان إن لزم الأمر الأمير عبدالرحمن بن مساعد سيؤسس لرياضة اليوم والغد منهجاً تكاملياً وحضارياً، ومتى ما تعلمناه جيداً عندها ستصبح أوساطنا خالية من سموم التعصب وسهام المتعصبين.