استكمالا لحديثنا السابق والذي تحدثنا فيه عن التحديات التي افرزتها تقنيات الاتصالات وضرورة التمشي مع التغيرات التي أحدثتها خاصة بعد ظهور شبكة الانترنت، ونخص بالذكر أنظمة تحديد المواقعGlobal positioning Systems والتي تستخدم لتحديد المواقع الجغرافية عن طريق قياس خطوط الطول والعرض. واول من استخدم هذا النظام وزارة الدفاع الامريكية للأغراض العسكرية، ثم تم اتاحتها للمواطن، حيث تتم العملية عن طريق أجهزة استقبال الكترونية محمولة تشبه أجهزة التخاطب اللاسلكي وتتعامل مباشرة مع (24) قمراً صناعياً مخصصة لتحديد المواقع، حيث يقوم المستخدم بادخال محددات موقعه الحالي وعند وصوله إلى النقطة النهائية يستطيع العودة من حيث بدأ عن طريق شاشة الجهاز والتي توضح له طريق السير الذي سلكه، وتستخدم هذه التقنية في السيارات الفارهة حديثة الصنع حيث زودت بشاشة صغيرة تبث البيانات الرقمية المناسبة ومن ضمنها تحديد اتجاه السير وكيفية العودة إلى نقطة الانطلاق، ومواقع المطاعم والفنادق وأهم المعالم السياحية على طريق السائق. وعندما نتحدث عن التطور الهائل في التقنيات نجد ان هناك جانباً اجتماعياً مهما يصاحب هذا التغيير، وهو مدى تقبل هذه التقنية من عدمها، فمن الطبيعي عند جلب التقنية ونقلها إلى مجتمع آخر ان تجد من يتقبلها ومن يرفضها، ولكن عندما تمس هذه التقنيات احتياجات الناس الشخصية فانهم يقبلون عليها دون اعتبارات لمحاذيرها، وهذا ما شاهدناه في المملكة عندما أتت تقنية الهاتف الجوال وأقبل عليها الكثير ومنهم محدثكم دون وضع اعتبارللرسوم المرتفعة للخدمة. وبعد اقتناع الجميع بأهميته ومع تخفيض رسوم الاشتراك في الخدمة اصبحنا نرى الصغير قبل الكبير والموظف والعاطل يحملون وسيلة اتصالهم الخاصة. والمثال الآخر يتمثل في شبكة الانترنت واقتناء اجهزة الحاسب الآلي، فبعد طول انتظار لخدمة الإنترنت تهافت الناس على شراء أجهزة الكمبيوتر الشخصي والاشتراك في الخدمة بالرغم من ارتفاع رسومها، وانتشرت مقاهي الانترنت، وأدت مراحل تعديل رسوم الاشتراك إلى زيادة الاشتراكات والضغط على الشبكة وتبن أكبر لهذه الخدمة. الحديث لا يكاد يتوقف عن التحديات التي افرزتها تكنولوجيا الاتصالات والحاسب الآلي، ولعل معرض جيتكس دبي 2002م والذي سيقام في بداية الاسبوع القادم سيقدم لنا بعضاً مما قد لا نتوقعه من تطور تقني مرتبط بالثورة المعلوماتية المستمرة.